اشتبكت الشرطة التركية في العاصمة أنقرة، أمس الإثنين، مع متظاهرين معارضين أصرّوا على تنظيم مسيرة بمناسبة عيد تأسيس الجمهورية، رغم قرار المحافظ منع المسيرات في هذا اليوم، بحجة إمكانية أن تستغل بعض المجموعات المناسبة لإثارة الفوضى في البلاد. وذكرت صحف تركية على مواقعها الإلكترونية أن حوالي 30 مجموعة مدنية بقيادة اتحاد الشباب التركي المعارض، أصرّت على تنظيم مسيرة بمناسبة الذكرى ال89 لتأسيس الجمهورية التركية، رغم أن مكتب المحافظ رفض منحها ترخيصاً بحجة أن ”بعض المجموعات قد تسعى إلى إثارة الفوضى في البلاد. وقالت صحيفة ”زمان” إن عدد المتظاهرين بلغ عشرات الآلاف وانضمت إليهم أحزاب معارضة على رأسها حزب الشعب الجمهوري حيث تجمعوا أمام مبنى مجلس الأمة الكبير القديم متجاهلين الحظر. وأقامت الشرطة التركية حواجز في ساحة أولوس لمنع الحشد من السير إلى ضريح مؤسس الجمهورية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك في ”أنيت كبير” واستخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ورذاذ الفلفل لتفريق المحتجين. واستطاع المتظاهرون إزالة الحواجز وأكملوا مسيرتهم إلى ضريح أتاتورك ملوحين بالأعلام التركية وهم يهتفون ”تركيا علمانية وستبقى علمانية”. ومنعت الشرطة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو من اختراق الحاجز الأمني بعد مشاركته في الاحتفال الرسمي في ”أنيت بكير” فنال مع حراسه الشخصيين نصيبهم من رذاذ الفلفل. وأصبحت الاحتفالات بيوم تأسيس الجمهورية في تركيا في السنوات الأخيرة رمزاً للانقسام بين حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان المحافظة، ومعارضيه الذين يخشون على علمانية الدولة التركية. وذكرت صحيفة ”حريت” أن قوات الدرك أوقفت وفتشت العديد من الحافلات التي كانت تقل حشوداً تسعى للمشاركة في الاحتفالات في أنقرة في وقت سابق من اليوم، وأشارت إلى أن القوى الأمنية منعت 110 حافلات من الدخول إلى أنقرة لدواعي أمنية. وكانت الاحتفالات بدأت في أنقرة عند ضريح أتاتورك، وشارك في المراسم وفد برئاسة رئيس الجمهورية عبد الله غول يضم رئيس مجلس الأمة التركي جميل جيجك ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو. ووضع غول إكليلاً من الزهور على ضريح أتاتورك.وبعد وقفة صمت وعزف النشيد الوطني، وقع الرئيس على سجل التشريفات في الضريح على أن يتقبّل التهاني في القصر الرئاسي وسيقيم حفل استقبال مساء بالمناسبة.