شرع أقباط مصر، صباح أمس الاثنين، بكاتدرائية العباسية بالقاهرة، في انتخاب زعيم روحي جديد لهم خلفا للبابا شنودة الثالث، الذي توفي في مارس الماضي، بعد أن قاد الكنيسة الأرثوذوكسية لنحو أربعة عقود. ويتنافس خمسة مرشحين على كرسي الخلافة في هذه الانتخابات لاختيار ثلاثة منهم من طرف مجلس انتخابي يضم 2405 عضوا يمثلون كبار رجال الدين وشخصيات قبطية سياسية وعامة، للمشاركة في القرعة التي ستجرى في 4 نوفمبر القادم، والتي ستسفر عن اختيار الزعيم الجديد للكنيسة الأرثوذوكسية. واستبعدت الكنيسة الأرثوذوكسية القس ”بيشوي” من القائمة النهائية للمرشحين لمنصب بابا الأرثوذوكس، بسبب هجومه العنيف على المسلمين وتصريحاته الإعلامية التي يمكن أن تثير فتنا طائفية في البلاد، بحسب ما نقلت مصادر صحفية قبطية. وأشارت نفس المصادر الى إن استبعاد بيشوي يرجح أن الكنيسة تريد أن تبعد الشخصيات المثيرة للجدل من منصب قيادة الكنيسة القبطية. ويتنافس في هذه الانتخابات خمسة مرشحين من بين الآباء والأساقفة المتنمين للكنسية القبطية الأرثوذوكسية وهم القمص باخوميوس السُرياني وهو من مواليد 1963 بمحافظة أسوان ويعتبر أصغر المرشحين سنا، ومعروف بخبرته الطويلة في مجال العمل الإداري، كما أنه خدم في الكنائس المصرية بالخارج وقضى فترة طويلة من خدمته في الكنيسة القبطية المصرية بإيطاليا، كما يتنافس في هذه الانتخابات على الكرسي البابوي الأنبا تواضروس ويشغل حاليا منصب أسقف عام مطرانية البحيرة في دلتا مصر، وهو حاصل على إجازة علمية في الصيدلة، كما أنه حاصل على بكالوريوس الكلية الإكليريكية ومعروف عنه علاقته الطيبة بالإسلاميين، ومن بين المرشحين أيضا الأنبا رافائيل وهو أسقف عام كنائس وسط البلد، تخرج في كلية الطب وعمل فترة طبيبا جراحا قبل أن يترهبن أوائل التسعينيات، ومعروف عنه علاقاته الطيبة مع شباب الكنيسة واهتمامه بأمورهم الدينية من خلال تنظيم اللقاءات التثقيفية ومعسكرات الأنشطة الترفيهية التابعة للكنيسة القبطية. وهناك أيضا القمص رافائيل أفامينا، ويعتبر أكبر المرشحين سنا، واختاره البابا كيرلس السادس في عام 1964 ليكون تلميذا وشماسا خاصا. وصدر للقمص أفامينا العديد من المؤلفات والكتب الروحية، كما أنه قام بترجمة بعض السير الذاتية للقديسين والراهبات من رعايا الكنيسة المصرية في العهود السابقة. والقمص سارافيم السرياني هو أيضا أحد المرشحين الخمسة لخوض المنافسة على القرعة الهيكلية، وتمت رسامته راهبا في عام 1993 بدير العذراء السُريان، وهو متخرج في كلية العلوم جامعة عين شمس بالقاهرة، وعمل بوحدة الأبحاث الطبية الأمريكيةبالقاهرة. ويشتكي الأقباط الذين يشكلون نحو 10 بالمائة من عدد سكان مصر البالغ قرابة 85 مليونا، من ”التمييز والتهميش”. وأثار صعود الإسلاميين إلى السلطة في مصر مخاوف لدى الأقباط من الحد من حرياتهم، رغم وعود الرئيس محمد مرسي المتكررة بأنه سيكون رئيسا لكل المصريين. وأصيب خمسة أقباط في صدامات بين مسيحيين ومسلمين في محيط كنيسة داخل قرية بجنوب القاهرة، وفق ما أفاد مصدر أمني مصري. واندلعت الصدامات حين حاول مسلمون من سكان القرية منع مسيحيين أقباط أتوا من قرى أخرى من الوصول إلى الكنيسة لحضور قداس الأحد. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن الهدوء عاد إلى قرية عزبة ماركو في محافظة بني سويف، بعد تدخل قوات الأمن المصرية. وشهدت مصر أخيرا صدامات بين الأقباط الذين يمثلون ما بين ستة وعشرة في المائة من عدد السكان ومسلمين، وخصوصا في المناطق الريفية، وأسفرت أحيانا عن سقوط قتلى.