استجابت شركة الخطوط الجوية أخيرا لمطالب السكان القاطنين بأقصى الجنوب، في مبادرة لاقت استحسانا كبيرا ممن عانى الأمرين لمجرد التنقل إلى مقر ولايته بأدرار أو تمنراست، ولبّت مطلبهم الأساسي في تأمين رحلات جوية تصل حتى منطقة برج باجي مختار. عبّر سكان أقصى الحدود عن فرحتهم بالمبادرة التي قامت بها شركة الخطوط الجزائرية بعد سنوات من المطالب التي تمّ رفعها والتي تشير إلى المعاناة اليومية التي يقاسيها هؤلاء في تنقلاتهم لمجرد بلوغ مقر ولايتهم، في حين أن وصولهم إلى المناطق الشمالية صعب جدا ويدخل في خانة الذهاب إلى المجهول في ظل الأخطار الكثيرة التي يواجهونها في طريقهم الصحراوي الممتد على مسافة تتجاوز 800 كلم دون ضمانات ولا حتى فرص للنجاة. وحسب مصادر محلية، فإن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية حطت، يوم الأربعاء، في مطار برج باجي مختار العسكري، قادمة من الجزائر العاصمة، في رحلة تعد الأولى من نوعها بعدما حطت في مطار أدرار، وواصلت بعد ذلك رحلتها حتى تمنراست لتعود أدراجها إلى برج باجي مختار، حيث مكنت السكان من تجنب صحراء تنزروفت وكذا الطريق الصحراوي الرابط بين تمنراست وبرج باجي مختار. وأضافت المصادر ذاتها، إلى أن الطائرة كانت شبه فارغة بسبب عدم تفطن السكان إليها، في حين يرتقب أن تمتلئ عن آخرها في الأيام القليلة القادمة، خاصة وأن المطلب كرره المعنيون أكثر من مرة على رأسهم الأساتذة الذين ضاقوا ذرعا من ظروفهم وطالبو بطائرة خاصة لانتشالهم من الخوف الذي لازمهم، وعلى الرغم من أن المستفيدين من الرحلات مضطرين لدفع تكاليفها إلا أنها خففت عنهم مشاكلهم في انتظار تلبية مطالبهم في طائرة خاصة تقلهم الى مقر عملهم باقصى الجنوب.