كشفت مديرية الصناعات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار بولاية باتنة، عن استفادتها من منطقة صناعية كبرى ببلدية أولاد فاضل، شرق مدينة باتنة تتربع على مساحة 130 هكتارا وقد خصص لها مبلغ مالي معتبر. أكد مدير القطاع بالولاية أن المشروع يتم في إطار العمليات التي تشرف عليها المديرية، منذ السنة الماضية، مثل تهيئة المنطقة الصناعية بعين ياقوت وتهيئة المنطقة الصناعية بمروانة وتهيئة المنطقة الصناعية بالمعذر، مضيفا أن المنطقة الجديدة بأولاد فاضل ستكون الواجهة الصناعية المستقبلية لولاية باتنة. فيما يعلق عليها المواطنون والشبان آمالا كبيرة في توفيرها لمناصب شغل تمتص البطالة المتفشية بالبلدية والبلديات المجاورة لها. وينتظر من المشروع، على ضخامته، أن يدفع عجلة التنمية والنشاط الاقتصادي بالولاية، علما أن اللجنة الولائية المختصة في النشاط الصناعي والاقتصادي بباتنة قد أكدت، في إحدى دورات المجلس الشعبي الولائي نهاية السنة الماضية، أن هناك عقبات كبيرة عطلت الحركة الصناعية بالولاية إلى حد كبير، رغم توفرها على مناطق نشاطات معتبرة، إذ أن المخصصات المالية الضخمة من أجل تهيئة مناطق النشاطات وتوفير المزيد من الأوعية العقارية الصناعية، لم تحقق الطائل المطلوب الذي يفترض أن يحد من السلبيات التي تعرض لها القطاع خلال العشريتين الماضيتين والانتقال من الاقتصاد الموجه إلى الاقتصاد الحر، وأهمها الاستحواذ على مساحات كبيرة من العقار الصناعي تحت غطاء إقامة مشاريع لم يجسد أغلبها على أرض الواقع، نظرا لكثرة المساحات غير المنتجة بالمناطق الصناعية. ويشير التقرير إلى أن المناطق السبعة للنشاطات الصناعية بباتنة بكل من عاصمة الولاية، مروانة، نڤاوس، عين جاسر، عين ياقوت والمعذر، بلغ عدد القطع الأرضية غير الموزعة بها 223 قطعة أي بنسبة 47 بالمائة من العدد الكلي، ما يعني عزوف المستثمرين عن ممارسة نشاطاتهم بها ومن إجمالي القطع الموزعة هناك 68 قطعة منتجة فقط، ما يعني أن أكثر من ثلثي المستفيدين من هذه الأراضي كانت نيتهم استعمالها لأغراض أخرى غير الاستثمار ،وتمثل هذه القطع المنتجة نسبة 14 بالمائة فقط من إجمالي العدد الكلي المقدرب 471 قطعة أرض.. ليكون بذلك الإخفاق هو النتيجة الحتمية للهدف الذي تم تسطيره عند إنشاء مناطق النشاطات. وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن منطقة النشاطات بعين جاسر التي مر عليها 15 سنة تتكون من 35 قطعة من بين هذا العدد هناك قطعتين منتجتين فقط. أما ببريكة فتوجد بها 58 قطعة وزعت منها 43 قطعة أنجزت بها 04 مشاريع استثمارية، بالإضافة إلى غياب التهيئة والتسييج بمناطق النشاطات والتغطية الأمنية اللازمة للحفاظ على خصوصياتها، حيث أن طرقاتها تحولت إلى معابر رئيسية للمركبات ووسائل النقل الحضري نهار. كما تتحول ليلا إلى بؤرة إجرام بامتياز حيث تعد المقصد الأمن للمنحرفين ومتعاطي الخمور والمخدرات، وإن كانت الحملات الأمنية المتتالية لمصالح الشرطة قد قلصت من الظاهرة بشكل كبير.