أسهمت العديد من المشاكل المتشعبة في تدهور الحركة الصناعية بالولاية والانحراف بمناطق النشاطات عن دورها الطبيعي، خصوصا خلال الخمس عشرة سنة الماضية التي شهدت اضطرابات أمنية معروفة، فيما يرى مختصون أن الانتقال من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق عرض الصناعة بباتنة إلى انتكاسة كبيرة، وفتح المجال أمام المقتاتين من الأزمات للاستحواذ على الأوعية العقارية بالمناطق الصناعية تحت غطاء إقامة نشاطات، أغلبها لم يجسد· وقد خلصت اللجنة الولائية المكلفة بالنشاط الاقتصادي إلى جملة من النقائص التي تعتري المناطق الصناعية بالولاية، والمعروف منها المنطقتان 1 و2 بعاصمة الولاية، ومنطقتا النشاطات بدائرتي بريكة وآريس، حيث إن انعدام التهيئة لم يحفظ لها خصوصياتها، فضلا عما هو مسجل بمنطقة آريس مثلا من تخصيص أوعية هامة من العقار الصناعي من أجل تجسيد مشاريع لا علاقة لها بالقطاع على غرار مركز للتكوين المهني، ومؤسسة إعادة التربية وملعب كرة القدم· فيما يطرح مشكل عدم استكمال تسييج منطقة باتنة بقوة بعد أن أصبحت معبرا للعربات وحتى وسائل النقل الحضري بين حي كشيدة ووسط المدينة والمخرج الشمالي· أما مع بداية ساعات المساء وإلى وقت متأخر من الليل فالمنطقة الصناعية بباتنة هي الملاذ الآمن للمنحرفين ومتعاطي المخدرات والحبوب المهلوسة والخمور· وما زاد من انتشار الظاهرة تواجد مستودع لبيع المشروبات الكحولية، وقد سجلت عدة جرائم بالمساحات المحيطة بالمستودع في السنوات الأخيرة· ورغم المبالغ المالية الضخمة المخصصة لتأهيل هذه المناطق إلا أن ذلك لم يمكنها من تأدية الدور المنتظر منها· ويشير تقرير مختص إلى أن المناطق السبع للنشاطات الصناعية بباتنة بكل من عاصمة الولاية، مروانة، نقاوس، عين جاسر، عين ياقوت والمعذر، بلغ عدد القطع الأرضية غير الموزعة بها 322 قطعة أي بنسبة 74 بالمائة من العدد الكلي، مما يعني عزوف المستثمرين عن ممارسة نشاطاتهم بها· ومن إجمالي القطع الموزعة هناك 86 قطعة منتجة فقط ما يعني أن أكثر من ثلثي المستفيدين من هذه الأراضي كانت نيتهم استعمالها لأغراض أخرى غير الاستثمار· وتمثل هذه القطع المنتجة نسبة 41 بالمائة فقط من إجمالي العدد الكلي المقدرب174 قطعة أرض ليكون بذلك الإخفاق هو النتيجة الحتمية للهدف الذي تم تسطيره عند إنشاء مناطق النشاطات· وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن منطقة النشاطات بعين جاسر التي مر عليها 51 سنة تتكون من 53 قطعة، ومن هذا العدد هناك قطعتان منتجتان فقط ، أما ببريكة فتوجد بها 85 قطعة وزعت منها 34 وأنجزت بها 4 مشاريع استثمارية·