أكد المختصون المشاركون في اليوم الدراسي المنظم بالتعاون بين الإذاعة الوطنية واليونيسيف، على الدور الفعال الذي تلعبه وسائل الإعلام في النهوض بواقع الطفل من خلال تسليط الضوء على معاناته وانشغالاته، وكذا محاولة البحث عن الحلول الناجعة، لاسيما أن واقع الطفل الجزائري يدعو للتوقف عنده لاسيما أن مصالح الأمن قامت بتسجيل أكثر من 5000 طفل ضحايا عنف جسدي ومعنوي، وأكثر من 2300 طفل مشرد يعاني من خطر معنوي، إضافة إلى 6600 طفل جانح هذه السنة. بمناسبة اليوم العالمي التحسيسي الذي نظمته، يوم أمس، الإذاعة الوطنية بالتعاون مع مكتب اليونيسيف والمصادف لمرور 23 سنة من إمضاء الجزائر على اتفاقية حقوق الطفل، والذي أكد خلاله المختص في الاتصال والأستاذ بجامعة الجزائر سعيد شبير على الدور المهم الذي تلعبه وسائل الإعلام في حماية حقوق الطفل والتحسيس بأهمية وسائل الإعلام للتعريف بالاتفاقية، تنظيم دورات تدريبية للصحافيين للتعامل مع القضايا المتعلق بالطفل، وكذا تنظيم ورشات عمل ودورات تدريبية خاصة بصحة الطفل، عمالة الأطفال، بمشاركة عدد من الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى ورشات النقاش التي اعتبرها مهمة للنهوض بواقع الطفل منوها من خلال حديثه بأهمية أخذ الطفل لحيز أكبر من اهتمام وسائل الإعلام بصفة مستمرة. كما تحدث ذات المتحدث عن سوء الأوضاع الدراسية من تدفئة وثقل المحافظ، وبعد المدارس عن التلاميذ في الكثير من المناطق، وأشار كذلك إلى النسبة المسكوت عنها والمتمثلة في 25 بالمائة من الأطفال الذين يموتون بعد الولادة أو قبل بلوغهم سن الخامسة، وبالرغم من أن هذه النسبة تقل ب 10 مرات عن البلدان المتخلفة، إلا أنها في ذات الوقت أكثر ب 10 مرات من نظيرتها في البلدان المتقدمة. ومن جهتها، أشارت عميد الشرطة القضائية خيرة مسعودان إلى أن عناصر الأمن الوطني كانت سباقة في الاهتمام بقضايا الطفل منذ 1982 بحوالي 7 سنوات قبل إمضاء الجزائر على وثيقة اتفاقية اليونيسيف، منوهة إلى أن عناصر الأمن الوطني تتضمن 50 فرقة حماية الطفولة عبر كامل التراب الوطني، مهمتها الأساسية الوقاية من جنوح الأحداث أو من العنف ضد الطفل، وأضافت ذات المتحدثة أن ذات المصالح تسجل يوميا حالتين على الأقل من الاعتداءات على الأطفال. وأشادت خيرة مسعودان خلال نفس اللقاء بالجانب التحسيسي الذي تلعبه الشرطة من خلال تنظيم ورشات ودورات تدريبية خاصة بالتوعية وتقديم الإحصائيات التي من شأنها التخفيف من حدة العنف، منوهة إلى خطورة تضخيم وسائل الإعلام للمعلومات والأرقام التي من شأنها أن تضر أكثر مما تنفع. ومن جهته نوّه فني عاشور مختص في علوم الإعلام والاتصال على أهمية التعريف بحقوق الطفل وتقييم وضعيته ووضع سياسة اجتماعية خاصة بالأطفال، معتبرا التحدث عن واقع الطفل من أهم القضايا التي يجب أن تشغل وسائل الإعلام مشيرا إلى وجود إهمال واضح في هذا الخصوص. وقامت سميرة فكراش أخصائية نفسية بتوجيه اتهامات واضحة للصحافة متمثلة في البحث والركوض وراء الأرقام فقط بهدف الإثارة وجمع أكبر عدد من القراء، لدرجة أنها تتناسى مكانة الطفل وحالته، مشيرة أنه من الضروري التعامل مع الطفل كحالة وليس كرقم. كما أشارت إلى ضرورة توعية الأولياء، تعليم الطفل من خلال برامج الأطفال وكذا تنمية قدرات الطفل على الخيال والتفكير.