يدخل اليوم عمال مؤسسة ”تارسي” الوطنية لصنع الأنابيب الحديدية والكوابل الكهربائية، في إضراب مفتوح بسبب ”إهمال” المسؤولين لتطبيق القرار الوزاري المتعلق برفع الأجور وتهمشيهم لموضوع تأمين العمال. في هذا الصدد أعلن فريد دادو، ممثل عمال ”تارزاي” الوطنية، في تصريح ل ”الفجر”، عن دخول عمال المؤسسة في إضراب مفتوح بسبب ”سوء تسيير الإدارة لشؤون العمال”، وأكد أن العمال لم يستفيدوا من القرار الوزاري المتعلق برفع الأجور، ولا زالوا يتقاضون أجر لا يزيد عن 10 آلاف دينار، رغم طبيعة العمل الصعبة والمتعبة. وقال ممثل عمال ”تارزاي” إنهم لم يستفيدوا من التأمين ضد الحوادث، واكتشفوا ذلك مؤخرا بعد وفاة عامل في ولاية عنابة إثر حادث عمل، لم تتحصل عائلته على أي نوع من التعويضات، وهو ما جعل مجموعة من العمال تتوجه الى مقر الشركة الجزائرية للتأمينات ”كات” لتأكد لهم الأخيرة أن المؤسسة لم تؤمن أي عامل، ولا توجد أي اتفاقية بين مؤسسة تارزاي والشركة، على الرغم من أن الإدارة تنزع مبلغ 200 دينار شهريا من الأجور قصد التأمين، لذا قرّر عمال تنظيم إضراب جماعي مفتوح للتنديد بما يحدث داخل المؤسسة. وأوضح بيان صادر عن وحدة عمال ”تارصي” بالحميز، تلقينا نسخة عنه، أنه يتم ”توظيف إطارات مسيرة وسامية يوجدون في حالة تقاعد، الشيء الذي يتنافى مع المادة 04، الفرع الأول، الفصل الأول من الاتفاقية الجماعية للشركة، وعدم تجديد نقابة المؤسسة بفعل فاعل رغم نهاية عهدتها منذ سنة 2006 وبعلم من الجهات الوصية”، كما أنه بعد ”جني وحدة الحميز لخمسين 50 مليار سنتيم سنة 2008 في ظرف ثلاثة أشهر، بعد إنجاز مشروع الشاليهات بغرداية، لم تستثمر هذه الأمول ولم يستفد منها العمال”. وأضاف العمال في بيانهم، أن ما يحدث في الشركة هو تعرضهم ”لتجاوزات خطيرة، تشييد مطعم أو ما يسمى بالقاعة المتعددة الخدمات والتي صرفت عليها أموال طائلة وهذا رغم توفر الوحدة على مطعم، وإنتهاج سياسة البذخ رغم الأزمة المالية للشركة وإستفادة المقربين من الرئيس المدير العام السابق (ح. د) من قروض أموال الخدمات الإجتماعية لشراء سيارات وحتى لكراء مساكن، والتلاعب في النسبة الخاصة بمنحة الأقدمية للعمال والتي بقيت منذ سنة 2004 ثابتة في 50 رغم بلوغها نسبة 64 ثم 72”. وأوضح البيان، أن العمال قاموا يوم 13 /11 /2012 إشعارا بالإضراب لدى الجهات المعنية للمطالبة ب”رفع الغبن عن العامل الذي يدفع فاتورة هذه السياسات الفاشلة، ووضع حد لتوظيف الإطارات المتقاعدة وتشجيع العمال الشباب للوحدة وتكوينهم، وإنهاء مهام مدير الوحدة الحالي والذي لم تراع في توظيفه طبيعة نشاط الوحدة، حيث ليست لديه أية فكرة عن عمله كما أن كل إطارات الوحدة يرفضون العمل معه”. و للإشارة، فإن مؤسسة ”تارزاي” بالحميز، تعد من أقدم المؤسسات الوطنية لصناعة الأنابيب الحديدية والكوابل الكهربائية، فقد كانت تسمى بشركة ”سميتال” ومن إنجازات المؤسسة، كابل جنات بولاية بومرداس، وهي من الشركات المهمة التي ساهمت في إنشاء النسيج الصناعي للوطن منذ سنوات السبعينات، وذلك بتشييد معظم المنشآت الكبرى التي شهدتها هذه الحقبة في مجال التركيب والصيانة الصناعيين، حيث كان لها صدى لدى الشركات الأجنبية العاملة في الميدان البترولي والسدود وكذلك البنايات الجاهزة.