كان شباب الفيسبوك حاضرا في الحدث الوطني بطريقتهم الخاصة، واجتهدوا في ملاحقة كل التجاوزات التي شهدتها الانتخابات المحلية وطرحوها على شبكة التواصل الاجتماعي، وحرصوا على تدويل فيديوهات فاضحة لعدة عمليات تزوير لخصوا فيها التقليد الذي أبى عدد من الجزائريين التخلي عنه مع خلق طرق جديدة لتوقيع بصمتهم التزويرية. تجاهل شباب الفيسبوك تصريحات وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية الذي قلّل من خطورة عمليات التزوير التي وقعت في عدة مراكز بالوطن، بعدما أشار إلى أن عدد التجاوزات لا ترقى إلى درجة التأثير على السير الحسن للانتخابات، في وقت تمكن فيه شخص في ظرف دقيقة فقط من بلوغ درجة معتبرة من التزوير صنعت الحدث على صفحات الفيسبوك، كما استاء المعنيون في تعليقات لهم من شكل التجاوزات التي وقعت في المجالس المحلية التي لا تحمل أي رهان حقيقي وهي محدودة الصلاحيات، سرعان ما أسقطوها على استحقاقات أكبر، مشيرين إلى التجاوزات التي يمكن أن يوقعوها في هذا المجال. وتداول متصفحو شبكة التواصل الاجتماعي، طيلة يوم أمس، فيديو لعملية تزوير وقعت بأحد مكاتب التصويت ببلدية ”عين الذهب” بولاية ”تبسة”، حيث بيّن الفيديو الذي تجاوزت مدته الدقيقة أحد الأشخاص وهو يبصم بشكل متكرر على سجل الناخبين المسجلين بالمكتب المعني. وحسب ما يظهره الفيديو فإن الحادثة وقعت بمركز انتخاب بتبسة وهو رقم 5 ”أولاد غريس” المكتب رقم 2 المخصص للنساء والذي بلغت عدد الناخبات به أكثر من 220، وحسب الفيديو يبرز شخص وهو يبصم عدة مرات، في مكان الناخبات التي لم تتنقلن إلى مكتب الانتخاب للإدلاء بأصواتهن لانتخاب مير ”بئر الذهب”. كما أدلى كل بدلوه فيما يخص المظاهر غير القانونية التي برزت في ولاياته، ومنهم من اعتبر أن الأمر عادي فهو تقليد توارثه الجزائريون، وأصبحنا فيه نتحدث عن قلتها من كثرتها. وفاجأ أحد المعلّقين من ولاية داخلية الفيسبوكيين بخطة الاستعانة بالمصحف الشريف لشراء الذمم، حيث يقسم الناخب بإعطاء صوته لأحد المرشحين على المصحف الشريف مقابل حصوله على مبلغ ألفي دج، في حين تحدث آخر عن جنود مجندة عند بوابات المكاتب لتوجيه الناخبين إلى مرشحهم مستهدفين كبار السن، أما آخر من بومرداس فتحدث عن شخص تعذر عليه التصويت بعدما وجد أن شخصا صوّت مكانه، أما في الرايس حميدو فقد استغل المزورون جهل كبار السن لعرض صور مرشحيهم المفضلين عليهم بغية توجيههم إلى ما يرضيهم. من جهة أخرى، انتقد متصفحو شبكة التواصل الاجتماعي نسبة المشاركة ابتداء من الساعة العاشرة صباحا إلى غاية الساعة الثامنة والتي قالوا إنها مبالغ فيها، علما أن نسبة المشاركة الوطنية بالنسبة للمجالس البلدية لم تكن قد تجاوزت 3.8 بالمائة، و2.96 بالمائة بالنسبة للمجالس الولائية، وقفزت إلى 44 بالمائة مع نهاية عملية التصويت.