أوضح العديد من اللاعبين الدوليين السابقين ومسيري قدامى وحاليين في الكرة الوطنية أن واقع الساحرة المستديرة في الجزائر حاليا يدعو للقلق، خاصة مع دخولنا عالم الاحتراف والذي بات يشكل عثرة جديدة في وجه الإصلاح الكروي وتطور مستوى الرياضة الأكثر شعبية في وطننا بسبب الفشل في تطبيق نتيجة عدم توفر العوامل الأساسية لتطبيق نظام الاحتراف. وطالبت العديد من الوجوه الكروية المعروفة خلال تنشيطها منتدى يومية الشعب أمس، والذي حمل عنوان كرة القدم الجزائرية خلال 50 سنة، على غرار محمد معوش، عيبود مولود، سعيد كالام وعبد الحميد زوبا أن الكرة الجزائرية “مريضة حاليا“ وفي حاجة للعلاج من أجل استعادة هيبتها مجددا، معتبرين أن الكرة الجزائرية لا تزال رهينة الفساد، الرشوة وسوء التسيير وهي السمات التي تطبع الرياضة الجزائرية عموما، كرة القدم على وجه خاص. ورغم اعتراف الكثير من قدامى المنتخب الوطني بالإنجازات الكبيرة التي حققتها الكرة الجزائرية منذ الاستقلال وحتى الآن، وبالأخص في فترة الثمانينات وبداية التسعينات، إلا أنها قد اتفقت على أن الجزائر تعيش حاليا فترة تراجع رهيب من حيث النتائج والمستوى، وهو الأمر الذي أدى إلى غياب تام في النتائج المسجلة سواء على صعيد المنتخب أو الأندية. وطالب الحاضرون بضرورة توحيد الجهود من أجل معالجة واقع الكرة الجزائرية، وإيجاد حلول مستعجلة للخروج من الأزمة، مؤكدين أن الاعتماد على تطوير البنى التحتية، ورفع مستوى التكوين، وضمان التسيير العقلاني والمنظم للأندية والجمعيات الرياضية يعتبر السبيل الناجح لاستعادة عافية الكرة الجزائرية. محمد معوش: “الكرة الجزائرية مريضة، والحل ليس في توفير الأموال“ اعتبر نجم المنتخب الوطني سابقا محمد معوش أن الكرة الجزائرية في الوقت الراهن مريضة بالرغم من أن بعض الأطراف تروج لفكرة نجاح الكرة الجزائرية في استعادة عافيتها، إلا أن نجم منتخب جبهة التحرير نفى أن تكون هناك أي بوادر تدل على تعافي الكرة الجزائرية، خاصة في ظل التراجع المستمر الذي تعرفه البطولة الوطنية، الأمر الذي يجبرنا دوما على الاعتماد على اللاعبين المكونين في أوروبا، غير أن هذا المخرج لا يعتبر حل، وإنما هو مجرد فرصة للهروب من الواقع المريض للكرة الوطنية.. وأوضح معوش أن دخول البطولة الوطنية عالم الاحتراف لم يأت بالنتائج المرجوة، مؤكدا أن الاحتراف ليس عبارة عن توفير الأموال، ودفع الملايير للاعبين، حيث يرى معوش أن الأموال ليست العنصر الرئيس في الاحتراف بدليل احترافية منتخب جبهة التحرير بالرغم من انعدام الإمكانات المادية المتاحة له، والظروف الصعبة التي لعب فيها. ج. إبراهيم مولود عيبود: “منذ تطبيق الاحتراف، الأندية الجزائرية أصبحت الأضعف في إفريقيا“ أوضح اللاعب الدولي السابق ونجم شبيبة القبائل سنوات الثمانينات مولود عيبود أن الأندية الجزائرية قد تراجعت بشكل رهيب في السنوات الثلاث الأخيرة التي عرفت تطبيق نظام الاحتراف، حيث حققت الأندية الجزائرية فشلا ذريعا في المشاركات الإفريقية وباتت من بين أضعف المنافسين في القارة السمراء، موضحا أن تراجع فرق عريقة كشبيبة القبائل، مولودية الجزائر وشباب بلوزداد بات يطرح العديد من التساؤل. ويرى عيبود أن غياب الاستقرار وسوء التسيير أهم عاملين أديا إلى تراجع مستوى الأندية الجزائرية، مؤكدا أن رؤساء الفرق الوطنية لا يفضلون العمل طويل الأمد، ويلجأون دوما إلى اتخاذ قرارات خاطئة لا تخدم مستوى الكرة الجزائرية. ج. إبراهيم رضا عبدوش: “القوانين الرياضية لا تخدم مستقبل الكرة في بلدنا“ انتقد الرئيس السابق للاتحادية الجزائرية لكرة القدم رضا عبدوش القوانين الرياضية المعمول بها في الجزائر، والتي لا تساعد على تطوير الرياضية الأكثر شعبية، بالنظر إلى وجود العديد من التناقضات والنقائص في اللوائح، الأمر الذي أدى إلى حالة الانسياب وسوء التسيير، مطالبا بضرورة توحيد الجهود للخروج من النفق المظلم الذي تمر به الكرة الجزائرية في الفترة الراهنة.وطالب عبدوش بضرورة الاستفادة من التجربة الناجحة لفترة الثمانينات والتي تم خلالها تأميم الأندية الوطنية، موضحا أن الأندية قد مرت بفترة جد إيجابية انعكست إيجابا على المنتخب الوطني ونتائجه خارجيا. ج. إبراهيم مراد بوطاجين: “الانطلاق ب32 ناديا محترفا أكبر أخطاء الاحتراف“ اعتبر الإعلامي المعروف مراد بوطاجين أن الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الاحتراف في الوقت الراهن راجعة إلى الانطلاقة السيئة وسوء القرار المتخذ بخوض الاحتراف ب32 ناديا دفعة واحدة، معتبرا أن الجزائر تعتبر البلد الوحيد في العالم الذي دخل عالم الاحتراف ب32 ناديا دفعة واحدة. وأكد بوطاجين أن نجاح الاحتراف يعتمد على العديد من العوامل الضرورية كحسن التسيير وتوفر الإمكانات المادية والاستثمارات والمنشآت الرياضية، موضحا أن العديد من هذه العوامل بل مجملها يظل غائبا، وهو الأمر الذي يقف في وجه نجاح الاحتراف، وتحوله إلى انحراف بدل أن يكون احترافا. ج. إبراهيم محمد شعيب: “الاحتراف لم يجلب لنا سوى ارتفاع أسعار وأجور اللاعبين“ يرى اللاعب الدولي السابق محمد شعيب أن مستوى الرياضة الجزائرية يتراجع من سنة إلى أخرى وليست هناك أي بوادر للخروج من النفق المظلم الذي دخلته المستديرة الجزائرية، معتبرا أن مستوى البطولة الوطنية المتدني أكبر دليل على الانحطاط الكبير الذي تعرفه الكرة الجزائرية. ورغم أننا نخوض الموسم الثالث للاحتراف، إلا أن شعيب يرى أن الجزائر لم تطبق أي شيء يوحي بذلك، سوى رفع أجور اللاعبين وأسعار انتقالاتهم قصد تحقيق أرباح شخصية لا غير، والاستثمار في مشاكل الرياضة الوطنية من أجل تحقيق أرباح مادية.