بدا جليا في الصحف الفرنسية، لنهار أمس، أنها راضية عن سياسة الرئيس فرانسوا هولاند الذي كان ذكيا حسبها، في تقليص حدة التوتر بين البلدين، بعد أن اعترف الأخير بمعاناة الجزائريين على أيدي أجداده بدل الاعتذار الذي يطالب به الجزائريون لبدء صفحة جديدة قوامها علاقات تجارية واقتصادية متميزة. تنفست الصحف الفرنسية، أمس، الصعداء لنتائج زيارة الرئيس هولاند للجزائر على مدار يومين، بعد النتائج الاقتصادية الكبيرة التي حققتها فرنسا، وتمسك الوافد الجديد إلى قصر الإليزيه بسياسة سلفه الرافض جملة وتفصيلا للاعتراف بالجرائم المرتكبة في حق الجزائريين على مدار قرن و32 سنة، حيث فضلت كبرى الصحف تسليط الضوء على الملف المالي، الذي كان يهدد بتفجير الوضع بين البلدين، كون فرنسا تؤيد التدخل العسكري، في حين تؤكد الجزائر على ضرورة استبعاد هذا الخيار. وقالت صحيفة ”لوموند”، نهار أمس، إن لقاء الرئيسين بوتفليقة وهولاند مكنا من تقريب وجهتي نظر البلدين حول الملف المالي، في وقت اهتمت فيه، أمس الأول، بقرار هولاند بالاعتراف بجرائم الاستعمار بدل الاعتذار عليها كما كان يمني الجزائريون أنفسهم. من جهتها قالت ”لو فيغارو” إن الزيارة كانت ناجحة عكس بعض المشككين فيها، مؤكدة أن هولاند كان ”براغماتيا” على طول الخط، وما تم الاتفاق عليه لم يضر أحدا، بدليل أنه نجح في امتصاص حدة التوتر بين البلدين”، ما دفع ب ”نوفال أوبسارفاتور” للتأكيد على أن هولاند شخصية متوازنة في إشارة واضحة على إمساك العصا من الوسط لإرضاء لوبيات بلده، وللتقرب أكثر من الجزائر، التي باتت ملاذا آمنا في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة التي تمر بها، وهذا ما يمكن أن نستشفه من على صفحات ”بيبلو إيكونومي”، التي علقت على الزيارة ”أنها كانت بطعم الفشل” في إشارة أن الجزائريين لم ينجحوا في افتكاك مطلبهم.