يشكل استعمال السلاح الكيميائي في سوريا محور حديث وتجاذب بين العديد من الأطراف، على غرار روسيا التي تواصل تبرئتها لنظام الأسد من هذه التهمة، فيما تتحدث لجنة طبية أمريكية سورية عن استعمال أكيد لمواد خطيرة في آخر هجوم على حمص، بينما يرفض ائتلاف المعارضة أي مبادرة دولية تقضي ببقاء الأسد في السلطة ولو ليوم واحد، فيما اجتمع الإبراهيمي مع أعضاء من المعارضة الداخلية لمواصلة مباحثات الخروج بحل للازمة. قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سورية، حسن عبد العظيم، في أعقاب لقائه المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، إنه تم الاتفاق على ضرورة وجود توافق دولي روسي أمريكي لحل الأزمة، موضحا أن ذلك يتم عبر الحلول السياسية ونبذ العنف. من جهته قال رجاء الناصر، أمين سر هيئة التنسيق الوطنية المعارضة، إن مباحثات الأخضر الإبراهيمي مع هيئة التنسيق الوطنية المعارضة تناولت المرحلة الأخيرة للأزمة السورية والواقع المأساوي الراهن بأبعاده الأمنية والإنسانية والمعيشية. وأكد الناصر في حديث لوسائل الإعلام من دمشق أن الحسم العسكري لن يؤدي إلى إقامة نظام ديمقراطي في سورية ولا بد من الحسم السياسي للأزمة السورية. مضيفا أن الإبراهيمي لم يكمل بعد مباحثاته مع المسؤولين السوريين، وبالتالي من السابق لأوانه الحديث عن تفاصيل زيارة المبعوث الدولي. من جهة أخرى، أعرب الائتلاف الوطني السوري المعارض عن رفضه ”عرضا مفترضا” ببقاء الرئيس بشار الأسد عاما آخر في السلطة، إلى حين إجراء انتخابات، مشددا على رحيله فورا. وقال معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف المعارض، في حديث مع وسائل الإعلام، إن المعارضة لا تريد بقاءه يوما واحدا إضافيا، وذلك تعقيبا على تسريبات بشأن ”خطة أميركية - روسية مفترضة” تسمح للأسد بالبقاء في السلطة حتى عام 2014. من جانبها قالت نائب رئيس الائتلاف، سهير الأتاسي، إن أي حل سياسي يتضمن بقاء بشار الأسد في السلطة أمر مرفوض. وأضافت الأتاسي في لقاء تلفزيوني أن المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي لم يطرح أي مبادرة سياسية خلال لقائه بأفراد من الائتلاف المعارض. وعلى صعيد آخر، شككت وزارة الخارجية الروسية في تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي زعم فيه أن القوات السورية استخدمت غازا غامضا ضد المعارضة المسلحة قرب مدينة حمص. ونقلت وكالات روسية عن مصدر في الخارجية قوله ليس لدينا ثقة كبيرة في ”المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ من شقة في لندن مقرا له. وأضاف المصدر أن موسكو لا تملك أي أدلة على استخدام دمشق أسلحة كيمياوية، مشيرا إلى أنه ليس للسلطات السورية أي داع لاستخدام هذا النوع من السلاح. هذا ونفى الناطق باسم السفارة الروسية في دمشق سيرغي ماركوف امتلاك روسيا أي معلومات عن استخدام السلاح الكيمياوي من جانب القوات السورية ومجموعات المعارضة المسلحة. هذا وقد أعلنت السفارة الروسية في وقت سابق أنها تحقق في الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام حول استخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي قرب حمص. وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن أطباء قولهم أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد تستخدم مادة ”أيجنت-15” التي قد تصيب الإنسان بالشلل، ضد المعارضين. وقال أطباء من الجمعية الطبية السورية الامريكية إنهم تحدثوا إلى شهود عيان وضحايا الهجوم الأخير بالغاز في حمص. وأوضحوا أن أعراض الإصابة بالغاز المجهول الذي انبعث من قنابل أسقطتها طائرات حكومية على حي البياضة في حمص، تشير إلى أن هذه القنابل كانت تحتوي على ”أيجنت-15”. لكن الأطباء شددوا على أنهم لا يمكن أن يثبتوا هذا الاستنتاج بدون إجراء اختبارات. وتابع الأطباء أن أعراض الإصابة بالمادة السامة ظهرت مباشرة، حيث قال الضحايا أنهم رأوا غازا أبيض وشموه. وبعد ذلك واجه المصابون صعوبة في التنفس وفقدوا رؤيتهم وقدرتهم على الكلام، كما شعروا بالغثيان وأصيبوا في نهاية المطاف، بالشلل. وحذر الأطباء من أن النظام السوري يملك ترسانة تضم أنواعا مختلفة من المواد السامة وهي أخطر بكثير من ”أيجنت-15” التي قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، لكن القانون الدولي يسمح بإنتاجها بكميات غير كبيرة من أجل استخدامها لأغراض سلمية.