يعتقد المنتج والموزع السينمائي، الهاشمي زرطال، أنّ فتح القاعات السينمائية في الجزائر أصبح مناسباتيا بدليل غلقها بعد نهاية كل تظاهرة سينمائية، معتبرا أنّ هذا الإجراء يرجع لغياب الإرادة السياسية التي لم تفّعل حقل الفن السابع بإحداث ثورة في إنتاج الفيلم السينمائي، وتوزيعه لبلوغ مختلف مناطق الوطن دون تمركزه في بعضها فقط. أشار الهاشمي زرطال، موزع شركة “سيرتا فيلم”، في حديثه ل”الفجر”، إلى المعوقات التي تطال توزيع الفيلم السينمائي بالجزائر، لاسيما فيما يتعلق بغلق القاعات السينمائية التي أصبحت حديث العام والخاص، ولا تخدم الموزع والجمهور على حد سواء رغم ترميمها من حين لآخر بتكلفة كبيرة جدا، باعتبار غياب مختلف الأفلام العالمية وكذا العربية عن عشاق الفن السابع طيلة السنة، واستحالة جلبها من طرف الموزعين الذين يتعاملون مع شركات توزيع أجنبية، حيث يبقى همهم الوحيد كيف يسترجعون أموالهم التي تم صرفها في شراء النسخ وحقوق التوزيع، في ظل انعدام قاعات عرض وإن وجدت فهي قليلة ومناسباتية، أين يقتصر استغلالها على التظاهرات الثقافية فقط. منوها في السياق ذاته أنّ ترميمها بالملايير لا يعكس جدية الإرادة السياسية في فتح وتفعيل الحقل السينمائي للجمهور وكذا الفاعلين فيه من مخرجين، وكتاب سيناريو، ومنتجين بهدف طرح وعرض إنتاجاتهم السينمائية، عكس بعض الدول العربية التي أنشأت في هذا الإطار فضاءات ضخمة تفتح أبوابها طول السنة ولا ينحصر عملها وفقا لخريطة حدث سينمائي ما، على غرار المهرجانات الدولية السينمائية أو المحلية، بل لعروض أفلام متنوعة لا ترتبط إطلاقا بمناسبة معينة. مضيفا أنّ عرض عديد الأفلام يتماشى وكثرة القاعات، وبالتالي يرى أنه لزاما على الدولة إعادة النظر في مثل هذا المشكل المطروح حاليا، لاسيما بعد خمسين سنة من الاستقلال والثراء الذي تتمتع به الجزائر. ونوه المتحدث زرطال أن هذا الامتياز يخول لها تحقيق قفزة نوعية ومتطورة في مجال الفن السابع ببناء مركبات سينمائية خاصة في كل ولاية من الوطن، بعيدا عن مركزيتها بمناطق كبيرة مثل العاصمة، وهران أوعنابة. ولم يخف الهاشمي زرطال مدى المستوى المتواضع التي باتت عليه السينما الجزائرية اليوم، فبالإضافة إلى هاجس التوزيع وغلق القاعات، يشكل ضعف السيناريو والإنتاج إشكالية كبيرة تستوجب دراسة وبحثا من قبل المتخصصين للنهوض بسينما تنافسية تُجاري باقي سينما العالم.