دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية الرئيس المصري إلى التراجع عن التصريحات المعادية للسامية التي كان قد أدلى بها سنة 2010 قبل انتخابه رئيساً للبلاد، مُدينة الطريقة التي تحدث فيها عن اليهود، في وقت تسعى حكومته إلى الظفر بالدعم المادي الأمريكي للخروج من الوضع الاقتصادي المتدهور التي تعيشه منذ شهور. كان مرسي من زعامات جماعة “الإخوان المسلمين” حين حث المصريين حسب فيديو يعود إلى 2010، وحصلت عليه صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية على أن “نرضع أبناءنا وأحفادنا كراهية هؤلاء الصهاينة.. اليهود.. يجب أن يرضعوا الكراهية.. يجب أن تستمر الكراهية”. وأضافت الصحيفة أنه في مقابلة تلفزيونية بعد ذلك بشهور وصف الصهيونيين بأنهم “مصاصي دماء ومشعلي حروب.. وأحفاد القردة والخنازير”. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين إن اللغة التي استخدمها مرسي مهينة بشدة، وإن المسؤولين الأمريكيين عبروا للحكومة المصرية عن القلق في هذا الشأن. ونقلت “نيويورك تايمز” عن كنث جاكوبسون، نائب المدير الوطني لرابطة مكافحة التشهير اليهودية، وهي إحدى أكبر المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة، قوله: “عندما يكون زعيماً لدولة لديها تاريخ من التصريحات التي تصور اليهود على أنهم أشرار ولا يقوم بشيء لتصحيحه، يوحى الأمر لكثير من الناس في إسرائيل باستنتاج أنه لا يمكن الوثوق به كشريك للسلام”. وأوضحت الصحيفة أن ممثلي الرئيس محمد مرسي رفضوا على مدى ثلاثة أيام التعليق على هذه التصريحات، مشيرة إلى أن أحد الأسباب قد يتعلق بأن إلقاء الضوء من جديد عليها قد تضعه في مأزق سياسي، وأن أي محاولة للتراجع أو حتى توضيح موقفه سوف تعرضه لهجوم سياسي من قبل المعارضة التي تتهمه بالفعل بتخفيف لهجته تجاه الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وذلك بحسب ما ذكرت “بوابة الأهرام”. وأثناء اللقاء اليومي مع الصحفيين بالبيت الأبيض، قال كارني لدى سؤاله عن تعليقات مرسي، نحن نرفض تماما هذه التصريحات مثلما نفعل مع أي لغة تتبنى الكراهية الدينية، داعيا مرسي إلى توضيح احترامه لأتباع كل الأديان، وأن هذا الأسلوب في الكلام ليس مقبولاً ولا مجدياً في مصر الديمقراطية، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة “رويترز”. لكنه أشار إلى أن مرسي كرئيس ساعد في التوسط في وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في غزة، وتعهد بدعم اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.في الوقت ذاته، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند “إن اللغة التي سمعناها مسيئة للغاي، ونعتقد أنه يجب أن يتم التراجع عن هذه التصريحات وبشكل حازم”. وأضافت نولاند “نريد أن نرى الرئيس مرسي وهو يقول بشكل واضح جدا لشعبه وللمجتمع الدولي بأنه يحترم الناس من كل الديانات، وأن هذا النوع من الخطابات غير مقبول، وهو غير بناء من قبل رئيس في مصر ديموقراطية، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”. وأوضحت نولاند أن الإدارة الأمريكية أبلغت القاهرة ب”قلقها” إزاء هذه التصريحات.كما قالت بأنها تحكم على مرسي “ليس على ما يقوله فحسب، بل أيضاً على ما يفعله”.وتابعت: “منذ أصبح رئيساً كرر الرئيس مرسي مراراً التزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل والتزامه بالعمل معنا ومع إسرائيل على أهداف مشتركة، وبينها وقف إطلاق النار في غزة“ الذي تم التوصل إليه في نوفمبر الماضي. يذكر أن الجدل بشأن إهانة مرسي لليهود من الممكن أن يثير توترات دبلوماسية مع واشنطن، في حين تسعى حكومته حديثة العهد إلى انتهاج خط معتدل تجاه الغرب والفوز بمزيد من المساعدات الدولية لاقتصادها المعتل، وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قلقاً في البداية من جذور مرسي المرتبطة بجماعة “الإخوان المسلمين”، إلا أن الزعيمين أقاما علاقة بناءة في جولة من المكالمات الهاتفية التي أدت في نهاية الأمر إلى دور مصر في قمع الأزمة في غزة.