تتعرض زراعة الثوم في ولاية سكيكدة لأمراض خطيرة تهدد هذا الإنتاج النباتي الموسمي الذي تحتل فيه الولاية المرتبة الأولى على المستوى الوطني، وأضحت مصدرا للتصدير إلى كل ولايات الوطن، خصوصا مادة الثوم الحمراء النادرة في السوق الوطنية. يشكل الصدأ أوالأمراض الفطرية والديدان، صدارة الأمراض المعدية التي لم تختف على مر السنوات العشرة الماضية في كل دورة زراعية وباتت خطرا حقيقيا يحدق بهذا الإنتاج الرئيسي، ما أضحى يشكل مصدر إزعاج من جانب المنتخبين ومصالح الإنتاج النباتي والصحة النباتية على السواء. ويلاحظ أن إنتاج الثوم في ولاية سكيكدة انخفض بنسبة 30 في المائة، ولم يعد الثوم بأنواعه الثلاثة، خصوصا الثوم الحمراء، يزرع كما كان في مساحات شاسعة، بل إن تزايد الأمراض النباتية المذكورة دفع المنتجين إلى التحول نحو زراعات أخرى أكثر مردودية وأقل خطرا، ما بات يستوجب انتهاج طريقة الدرجة الزراعية الرباعية أوالخماسية. الحلول المقترحة على الفلاحين لمواجهة خطر هذه الأمراض تتمثل في القيام بالأشغال الفلاحية كاملة وبدقة، ووفق التقنيات المتبعة من الناحية العلمية وتجنب غرس المحصول في العام الثاني والثالث في نفس المساحة، واستعمال الأدوية والمبيدات على الدوام بطرق منضمة وعقلانية والاستعانة بمصالح الإرشاد الفلاحي، خصوصا في مكافحة الديدان الثعبية التي تعتبر الخضر رقم واحد في هذا الإنتاج. جدير بالذكر أن زراعة الثوم تغرس على مساحة تفوق 300 هكتار في بلديات الحروش وسيدي مزغيش ومجاز الدشيش وصالح بوالشعور، وبعض بلديات الجهتين الوسطى والغربية للولاية. وتتصدر الحروش قائمة مصادر هذه الزراعة. وتمكنت الولاية من سد حاجياتها الكاملة بالنسبة لبذور الثوم، حيث أصبحت منذ عدة سنوات تنتج محليا بعد أن كانت تستورد في نهاية السبعينيات من الخارج. ويصدر الإنتاج إلى كل من ولايات الوطن تقريبا، إلا أن عدم وجود سوق مركزية للخضر والفواكه بالدائرة يحدث بعض الاضطراب في التسويق.