ارتفعت حصيلة الخسائر المادية الفادحة التي لحقت بزراعة البطاطا المبكرة في ولاية سكيكدة، نهاية الأسبوع الماضي، إلى معدلات قياسية، حيث أصاب الجليد الذي ساد مناطق الإنتاج الكبرى في بلديات الحروش ومجاز الدشيش وسيدي مزغيش، وأجزاء من بلدية صالح بوالشعور بنسبة 80 في المائة، من المساحة التي تم غرسها في بداية الموسم الزراعي والمقدرة ب 680 هكتار. استنادا لنائب مدير الفلاحة المكلف بالإنتاج النباتي بالولاية، فإن سكيكدة لن تنتج هذه السنة سوى 29700 قنطار من البطاطا المبكرة، مقابل منتوج مضاعف كانت تتحصل عليه في المواسم الماضية في الأوقات المناخية العادية، وتعرضت ولاية سكيكدة بين منتصف فيفري والأسبوع الأول لشهر مارس الحالي، لموجة جليدية قاسية جاءت بعد تساقط كميات كبيرة من الثلوج في كل جهات الولاية، خاصة في مناطق الإنتاج الرئيسية لزراعة البطاطا، ما أحدث خسائر مادية تفوق، حسب بعض المزارعين، الأرقام المقدمة من مصالح مديرية الفلاحة. وتعد ولاية سكيكدة منطقة متخصصة في زراعة البطاطا على المستوى الوطني، حيث تمتلك 13 مؤسسة متخصصة في إنتاج بذور البطاطا وفي إنتاج البطاطا بنوعيها البيضاء والحمراء الموجهة للاستهلاك، وتزود 20 ولاية ببذور البطاطا من بينها كل ولايات شرق وجنوب البلاد وحتى ولايات من الغرب الجزائري، حسبما أكده ل”الفجر” مدير الفلاحة المكلف بالإنتاج النباتي. وقبل ذلك كانت البطاطا إلى جانب البرتقال بكل أنواعه والزيتون، إحدى المواد التي يتم تصديرها إلى الخارج من طرف المزارعين بالولاية، خصوصا البطاطا الحمراء التي كانت في سنوات الستينيات والسبعينات، تسوق إلى فرنسا وألمانيا وبلجيكا، إلا أن تصدير هذه المادة توقف جراء عوامل اقتصادية وهيكلية عديدة أدت بالفلاحين إلى تعويض هذا الإنتاج بزراعات هامشية. وفيما يخص البطاطا الموسمية، تتوقع مصالح المديرية الإنتاج النباتي الحصول على إنتاج يفوق 453 ألف قنطار عند نهاية شهر ماي القادم، بعد زرع مساحة إجمالية تقدر ب 1450 هكتار موجهة للاستهلاك ، كما تم زرع مساحة تصل إلى 822 هكتار مخصصة لبذور البطاطا سيصل إنتاجها إلى 313 قنطار لمواجهة طلبات المزارعين عبر عديد ولايات الوطن، خصوصا الواقعة في الجنوب كالوادي، ورڤلة، إليزي وغرداية. ويشير نائب مدير الفلاحة المكلف بالإنتاج النباتي إلى أنه رغم الخسائر المادية التي تكبدتها الولاية في خصوص البطاطا المبكرة، إلا أن إجراءات تقنية ومادية سريعة اتخذت في الميدان مع المنتجين لتجاوز أية نكسة محتملة، وتم تدعيم المنتجين بالأسمدة الضرورية المدعمة بنسبة 20 في المائة والقيام بحملات إرشاد فلاحي شاملة، ومن المؤكد أن يبقى الإنتاج يواكب، حسبه، طلبات السوق الوطنية. وتتم زراعة البطاطا في ولاية سكيكدة حسب ذات المسؤول، داخل مساحات صغيرة الحجم وفي رقعات جغرافية محدودة، وهو ما يعيق إمكانية الانتقال بالولاية إلى مرتبة كبيرة جدا قد تؤدي بها إلى مرتبة حقيقية من التصدير الخارجي لهذه المادة الحيوية، والأمر يتعلق بمشاكل العقار الفلاحي التابع للدولة والمجموعات الفلاحية، فيما لا يملك المزارعون الخواص العاملون بحق في ميدان الإنتاج المساحات الكافية.