تركز وسائل الإعلام الرسمية على التنويه بالكلمات ”الطيبة” في حق الجيش الوطني الشعبي الجزائري وقواته الخاصة إثر عملية إن أمناس، وخاصة الكلمات التي أطلقها بعض قادة الدول الغربية الكبرى وساستها، وكأن جيشنا في حاجة إلى مثل هذه الشهادات الوافدة وإلى مثل هذه التزكية الخارجية، ليقل حكام البيت الأبيض الأمريكي ما يشاؤون حول تجربة الجزائر وجيشها في مكافحة الإرهاب، وليثن فرانسوا هولاند على عبد العزيز بوتفليقة وعلى قادة الجيش ما شاء له الثناء، وليعترف حكام بريطانيا العظمى باحترافية القوات الخاصة لجيشنا في هذه الأزمة بالذات، هم مشكورون جميعا على أي حال، لكن أن تبقى وسائل إعلامنا العمومية تلوك هذه الإشادات إلى درجة توحي بأننا نبحث عن صك غفران أو تبرئة ذمة من ذنب محتمل، فهذا ما لا نريده. فجيشنا لم يقم إلا بواجبه تجاه الوطن والشعب بالطريقة التي رآها مناسبة وله مسؤولوه الذين يتكفلون بتقييمه سلبا أو إيجابا، ومن ورائه شعب أدرى به وبإمكانياته، وله الحق وحده في تبويئه المكانة التي يستحقها، وهو الشرف الوحيد الذي يسعى جيشنا الوطني الشعبي للمحافظة عليه والتمسك به، ولن تضيف إليه شهادات من خارج هذا الإطار ثنيا خاصة وأن أغلب هذه الشهادات ظرفية أو منفعية”. مؤسسة الجيش الوطني الشعبي ينحذر أفرادها من مختلف الفئات الاجتماعية الجزائرية، واستطاعت عبر تاريخها الطويل أن تبقى وفية لمبادئها، حريصة كل الحصر على أداء مهامها الدستورية دون أن تنتظر الإملاءات أو تسعى من وراء ذلك إلى شحمت الاعترافات و”التشكرات”.... ومن هنا فإن ذكر المنوهين بجيشنا من غير الجزائريين جميل، ولكن المغالاة في رد الجميل والثناء المبالغ فيه على من أثنى علينا يعطي انطباعا وكأان هذا الجيش ليس أهلا للإشادة به والاعتراف بخدماته وانجازاته. إننا نتفهم الذكر المستمر للدول التي تدعمنا في تجريم الفدية أو تندد بما تقوم به المجموعات الإرهابية من أعمال عنف ضد مواطنينا ومنشآتنا، ونحيي دائما من يقف إلى جانبنا معنويا في محاربتنا لمثل هذه الجرائم لأن هذا الأمر يدخل في إطار التضامن الدولي ضد هذه الآفة التي عانت منها الجزائر كثيرا واكتوت بويلاتها لعدة عشريات... أما جيشنا فنحن أدرى به وأكثر الناس استئناسا به وبأفضاله في إشاعة الأمن ومحاربة الإرهاب، وأكثر قدرة من غيرنا في إعطائه العلامة التي يستحقها... ولتعذرني الزميلة حدة حزام على استعارة العنوان من موضوع سابق لها...