روسيا ترسل طائرتين إلى لبنان لإجلاء رعاياها من سوريا أبدى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والمبعوث الأممي، الأخضر الابراهيمي، استياءهما من عجز مجلس الأمن عن إيجاد حل للازمة السورية، محملين الدول التي تدعم المعارضة والنظام ماديا مسؤولية الأحداث الدامية التي تعرفها البلاد، فيما يسعى ائتلاف المعارضة إلى تحرك دبلوماسي لوقف المساعدات التي تقدمها هيئة الأمم للحكومة السورية بهدف إبطال فعاليتها على الصعيد الدولي. وأعلن الائتلاف السوري المعارض في ختام اجتماع استغرق يومين في إسطنبول عن نيته بدء تحرك دبلوماسي للضغط على الأممالمتحدة لوقف تسليم مساعدات إلى الحكومة السورية، وذلك بحسب ما جاء في بيان صادر عنه وزع ليل الاثنين الماضي على وسائل الإعلام. وجاء في البيان أن المجتمعين قرروا ”تشكيل لجنة للتحرك الدبلوماسي والضغط على الأممالمتحدة بهدف إيقاف تسليم المؤسسات الرسمية السورية أي معونات تم إقرارها ضمن خطة الاستجابة للمساعدات الإنسانية في غضون الشهر الماضي”. وانتقد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والموفد الأممي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، الاثنين، ”القوى الخارجية”، دون ذكر أسمائها، التي تسلح الحكومة السورية والمعارضة. ويشار إلى أن روسيا وإيران تقدمان السلاح إلى النظام السوري الذي يتهم تركيا ودول الخليج على غرار قطر والسعودية بتسليح المعارضين، حسب ما أعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي. وكذلك أعرب الرجلان اللذان التقيا الاثنين في نيويورك عن ”قلقهما العميق” أمام حصيلة القتلى منذ 22 شهرا للأزمة في سوريا، كما أعربا عن سخطهما أمام عجز القوى الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن الدولي عن التوحد من أجل إنهاء العنف. وقال نيسيركي أن بان والابراهيمي ”أعربا عن خيبتهما الكبرى وقلقهما أمام اتساع عمليات الرعب والمجازر والتدمير التي تقوم بها الحكومة والمعارضة وتغذيها القوى الخارجية التي تقدم أسلحة إلى الطرفين”، ولكنه لم يذكر أسماء الذين يقدمون السلاح. يشار إلى أن روسيا وإيران تقدمان السلاح إلى النظام السوري الذي يتهم تركيا ودول الخليج مثل قطر والسعودية بتسليح المعارضين للنظام. وأعرب بان والإبراهيمي عن خيبة أملهما من غياب أي موقف دولي موحد من شأنه أن يؤدي إلى مرحلة انتقالية” سياسية كما ينص اتفاق جنيف الذي تم التوصل إليه في جوان الماضي. وسوف يقدم الابراهيمي، موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، تقريرا عن مهمة الوساطة التي يقوم بها إلى مجلس الامن الدولي في 29 جانفي. وعلى صعيد آخر، أعلنت مسؤولة في وزارة الأوضاع الطارئة الروسية أن الوزارة أرسلت الثلاثاء طائرتين إلى لبنان لإعادة مائة روسي من سوريا إلى بلادهم. وقالت إيرينا روسيوس في تصريح لوكالة أنباء ”أنترفاكس”: ”بناء على طلب المسؤولين الروس، ترسل الوزارة إلى بيروت (لبنان) طائرتين حتى يتمكن جميع الروس الراغبين بذلك من مغادرة سوريا”. وأضافت أن ”أكثر من مائة روسي سيغادرون على متن هاتين الطائرتين”. ولم تقدم مزيدا من الإيضاحات، بحسب ما ذكرت وكالة ”فرانس برس”. وروسيا هي إحدى آخر البلدان التي لا تزال تدعم سوريا التي حصد فيها النزاع منذ 22 شهراً أكثر من 60 ألف قتيل، كما تقول الأممالمتحدة. ولايزال عدد من رعايا روسيا ممن يعملون بشركات روسية لها وجود في سوريا يعيشون هناك. وتجري روسيا ما تصفها بأنها أكبر تدريبات بحرية منذ سنوات قبالة سواحل سوريا. وسبق أن نقلت وكالات أنباء روسية عن مصادر عسكرية قولها أن السفن المشاركة في هذه التدريبات قد تستخدم في عمليات إجلاء الرعايا الروس.