يضع المخرج المسرحي هارون الكيلاني آخر الرتوشات للعمل المسرحي الذي أنتجه رفقة مجموعة مسرح لمدينة الأغواط، بعنوان “صواعد”، تحضيرا لعرضه الشرفي الأول في مهرجان سيدي بلعباس للمسرح المحترف الذي تقام فعالياته شهر أفريل المقبل، بمشاركة أسماء فنية على غرار صاف الدين ناصر، خليل طالب، نسمة غوتية وغيرهم. كشف المخرج هارون الكيلاني في تصريح ل”الفجر”، أنّه يقوم حاليا بتدريبات مكثفة وغير منقطعة على نصه الجديد الموسوم ب”صواعد”، بالهواء الطلق وليس داخل القاعة بمعية أعضاء الفرقة المسرحية للأغواط، حيث أشار إلى صعوبة الظروف التي يجري فيها العمل والتحضيرات في ظل لامبالاة السلطات الثقافية المحلية. وقال عن هذا الوضع:”رغم معرفة السلطات لفرقة الفن المسرحي بالأغواط، إلا أننا نعاني من مشكل القاعة التي لم تتح لنا لحد الآن، لكن فضّلنا ألا ننقطع عن التمارين ونواصل التحضير للمسرحية في الهواء الطلق حتى تكون المسرحية جاهزة في الوقت المحدد، كما نسعى لتقديم عمل مميز، محترف ونوعي”. ونوه المتحدث إلى أن مسرحية “صواعد” تعالج قصة درامية ومأساوية في قالب تشويقي يجمع الأمل والألم معا، من خلال أنثى، تقوم بدور بطولتها الفنانة والممثلة نسمة غوتية، تجمع الرجال بشكل مبعثر غير أنها تجني في الأخير حصيلة مأساوية تعاكس أحلامها وتناقض آمالها. كما سترحل بالمشاهد عبر أطوار هذه الحكاية القاسية بصفة مبعثرة كذلك، حيث تسعى هذه الأنثى التي يتلاشى كل رجال مغامراتها الذين يؤدي أدوارهم كل من الممثل فيصل بوناصر، خليل طالب، وحيد بن مهية وصاف الدين الطاهر، مع الوقت، لصنع في كل لحظة حكاية هرما صغيرا يلوّن لها وحدتها المرّة والمؤلمة، وبالتالي سوف يحج إليها الرجال عبر تأنيبها لنفسها ذات ليلة شتوية، وبجنون تشاهد أطيافهم وخيالاتهم المجتمعة حولها. ونوه الكيلاني في السياق متصل أنّ “صواعد” تحمل عديد المعاني، حيث لم يتم تحديد معالم ومفهوم الأنثى التي قد تكون عبارة عن وطن، عبارة عن مجتمع أو مرحلة تاريخية معينة في مختلف دول العالم ولا تتعلق بمكان وزمن معين، معتبرا أنّ الجانب الأخر من هذه القصة هو التلميح لهذا الوطن “الجزائر” ومختلف المراحل والفترات العصيبة التي مرّ بها، لاسيما في زمن العشرية السوداء، رغم أنه لم يعنيه بشكل تام من خلال تسمية “الأنثى”، حيث أوضح في السياق ذاته أنّه يريد من عمله بغض النظر عن أطوار القصة الحزينة تمرير رسائل هامة سياسية، اجتماعية، اقتصادية وثقافية في الحياة التي عاشها كل جزائري.