استفحلت ظاهرة الانزلاقات للتربة بدائرة خراطة، شرق ولاية بجاية، مؤخرا، حيث باتت حياة السكان في غالبية المناطق مهددة، وحتى البنى التحتية من طرقات وجسور وممرات ردمت أجزاء معتبرة منها، وهو ما يعني أنه بات من الضروري إعادة النظر في المشاريع المنجزة، وتوقيف المرتقب إنجازها، طالما أنها تردم وتهدم مباشرة بعد انتهاء الأشغال، كما حصل للعديد من المشاريع التي التهمت مبالغ مالية ضخمة لكن بدون فائدة. خلال جولة ل”الفجر” عبر مناطق الدائرة، تجلى أمر هذه الظاهرة بوضوح على مستوى قرية آيث علي أومحند بأعالي منطقة برج ميرة، إذ تضررت بها الكثير من البنايات السكنية، وأصيبت بشقوق و كشفت حتى أساساتها، وأصبح البقاء فيها مغامرة قد لا تحمد عقباها، الأمر الذي زاد من التخوفات خاصة في فصل الشتاء. وغير بعيد عن المكان المذكور سجل حدوث انزلاق كبير بمنطقة آيث إدريس، والذي تسبب في تعرية أساس بناية مرشحة للسقوط في كل لحظة، إلى جانب بنايات أخرى آيلة للانهيار، علما أن إعادة تهيئة المكان يتطلب وقت طويل، ما جعل قاطني هذه البنايات فاقدون للأمل وينتظرون الموت في كل لحظة. حتى الطرقات لم تسلم من هذه الظاهرة، إذ أن النقطة المحاذية لمنبع تابابورت على مستوى الطريق الوطني رقم 9 يتم تهيئتها في كل سنة تقريبا، وانزلاق هذا المكان بالقرب من نفق خراطة العملاق يتسبب في عرقلة حركة السير وخلق اختناقات مرورية كبيرة، كون النقطة تعد المنفذ الوحيد تقريبا للقادمين من غالبية الولاياتالشرقية إلى ولايتي جيجلوبجاية الساحليتين. وعن وضعية محطة نقل المسافرين المزرية بقلب مدينة خراطة، فقد أكدت لنا مصالح بلدية خراطة أنها هي الأخرى يعاد تهيئتها كل عام تقريبا، وهذا بسبب هبوط الطريق الذي تتربع عليه بفعل انزلاقات أرضية مستمرة على أطرافها. وفي حي أبلاف بخراطة دائما، لاتزال العمارة المشهورة المائلة خاوية على عروشها بسبب انزلاق التربة في محيطها، وهو ما أخاف المواطنين على الإقامة فيها رغم حاجتهم الماسة إلى السكن. من جهتها فإن المصالح القائمة على تسير شؤون الدائرة تؤكد أن ظاهرة الانزلاقات للتربة تشكل حجر عثرة لدفع عجلة التنمية إلى الأمام، إذ تحوز الظاهرة نسبة 80 بالمائة تقريبا من أسباب فشل تجسيد المشاريع الخاصة يجل القطاعات.