يجب الاعتراف في البدء أن أحلام مستغانمي كاتبة من طراز عال وإنسانة استثنائية استطاعت أن تفرض نفسها وتفوقها وتصنع لنفسها اسما كبيرا لامعا، ومن الطبيعي أن تجد لها حسادا ومبغضين من ضعاف النفوس أو من بعض الكتبة الذين أفلت نجومهم فأرادوا بعثا جديدا من خلال التهجم على أحلام مستغانمي والتشكيك في قدراتها الإبداعية وحتى محاولة نسب أعمالها لكتاب آخرين... وهناك بعض المشارقة الذين ما زالت مع الأسف تتملكهم عقدة التفوق حتى ظلوا يراوحون مكانهم، هؤلاء يستكثرون على الجزائر والمغرب العربي عموما ظهور كتاب كبار بالعربية زاحموهم في عقر دارهم ونافسوهم منافسة لم تخطر لهم ببال ولم يجدوا غير هذه السفسطة الفارغة للنيل من هذا التفوق ومحاولة الحد من التقدم الكاسح للأدب المغاربي... الجميل في هذا الصراع أنه صراع من جانب واحد، فأحلام أدركت أن الرد على هؤلاء هو إعطاؤهم فرصة للظهور على حسابها وقديما قال المتنبي لأحد معارضيه: صغرت عن المديح فقلت أهجى كأنك ما صغرت عن الهجاء وَما فَكّرْتُ قَبلَكَ في مُحالٍ وَلا جَرّبْتُ سَيْفي في هَبَاءِ نعم لقد أدركت أحلام مستغانمي أنه من أجل المحافظة على هذا الألق والتفوق ألا تلتفت إلى الوراء فلن تزيدها هذه الهجمات والانتقادات مهما كان مصدرها ومهما كانت حدتها إلا زيادة في الإبهار والانتشار وتعاطف ملايين القراء العرب والأجانب الذين وجدوا في كتاباتها التميز الذي يبحثون عنه... قلت ما قلت وأنا لا أنفي الحق في النقد بل وحتى في الانتقاد، خاصة إذا كان على أسس موضوعية وبشواهد من أعمال الكاتبة، أما أن تكون مجرد ادعاءات وافتراءات فهذا ما لا يقبل أبدا ويجب الوقوف ضده... أختم بعبارة جميلة ولكنها مؤلمة تنسب للعالم العربي المصري أحمد زويل المتحصل على جائزة نوبل للكيمياء: ”الغرب ليسوا عبآقره ونحن لسنا أغبياء!! هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح! ونحن نحارب الناجح حتى يفشل”.