لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب 11 آخرين على الأقل بكسور بسبب الثلوج والأمطار التي مست مختلف الولايات الشمالية، والتي أغلقت كعادتها عديد الطرق الوطنية والولائية، ما عزل بعض القرى والمناطق النائية في ظل تهاون السلطات المحلية في التصدي لهاته الاضطرابات الجوية رغم أنها صارت تتكرر كل عام في مثل هذا الشهر. أشار الديوان الوطني للأرصاد الجوية، في نشرية سابقة له، إلى أن تساقط الثلوج سيستمر اليوم السبت، وقد يمس المرتفعات التي يزيد علوها 400 متر عن سطح البحر. قتلى، انهيار سكنات وقرية تافرنت منكوبة بقسنطينة تسببت الثلوج التي تتساقط، منذ أول أمس، بكثافة بمختلف مناطق عاصمة الشرق بما فيها المنخفضة، في مقتل شابة وسائقين إلى جانب إصابة 11 شخصا بكسور وانهيار سكنات، فيما أعلنت قرية تافرنت بأعالي جبل الوحش منكوبة. وحسب ما أفادت به مصالح الحماية المدنية، فإن كثافة الثلوج كانت وراء حادث، وقع أول أمس الخميس، بعين عبيد، أين وقع اصطدام بين شاحنة وسارتين ما أدى إلى مقتل راكبين، وهي البلدية ذاتها التي شهدت، أمس، مقتل شابة في ال 26 من عمرها بعد انحراف سيارة، كما كانت الثلوج أيضا وراء إصابة 11 شخصا بكسور مختلفة، 7 منهم نقلوا إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة لتلقي العلاج معظمهم بسبب التراشق بثلج يوضع في وسطه حجر، حسب ما أكده المكلف بالإعلام على مستوى هذه المؤسسة الأستاذ عزيز، الذي أوضح في سياق حديثه، أن خلية أزمة تتكون من أطباء وجراحين ومختصين في التخدير تعمل ليل نهار لمتابعة الوضع إلى غاية تحسن الأحوال الجوية. ومن جهته، أشار رئيس بلدية قسنطينة سيف الدين ريحاني، أن كل الإمكانات تم تسخيرها لتجاوز ما يحدث من متاعب على مستوى وسط المدينة، وهو ما لم نلاحظه على أرض الواقع، حيث أغلق جسر سيدي راشد نتيجة تراكم كميات من المياه بعد انسداد بالوعة والمشكل نفسه مطروح بحي بن مليك في قلب المدينة، كما انهارت سكنات بالمدينة القديمة وسيدي جليس ولحسن الحظ لم تسجل خسائر بشرية. وأفاد مسؤول بمصلحة الأشغال العمومية لولاية قسنطينة، أن العديد من الطرق مقطوعة، فقد قطع الطريق الولائي رقم 6 بين زيغود يوسف وبني ولبان بسكيكدة، كما أن الطريق الوطني رقم 51 مغلق على مستوى عين عبيد وطرق مختلفة ببلديتي ابن باديس والخروب مغلقة هي أيضا، رغم تدخل مصالح البلديات ومديرية الأشغال العمومية بآليات وكاسحات الثلوج، كما أغلق، صباح أمس، الطريق الوطني الرابط بين قسنطينة وعنابة في جزئه المتواجد بمرتفع المنية وهو شريان ومسلك لا يمكن تجاوزه للعابرين لعاصمة الشرق قبل أن يفتح فيما بعد. وبمرتفعات جبل الوحش، أعلنت بلدية قسنطينة قرية تافرنت منكوبة، حيث توجد في عزلة تامة ولم تتمكن مختلف المصالح من فك الخناق عنها، بعد أن عزلتها نهائيا الثلوج، ويعاني السكان من نقص غاز البوتان لعدم تمكن شاحنات نفطال وشحنات الخواص الوصول إلى السكان، وغير بعيد عن هذه القرية يعاني أيضا سكان الكاف لكحل من مشكال حقيقية وعزلة أيضا. سمك الثلوج وصل إلى نصف متر بسطيف وبسطيف، أدى تساقط الثلوج إلى عزل العديد من القرى والمدن، خاصة بالجهة الشمالية، أين وصل سمك الثلوج إلى 50 سم حيث شلّت الطرقات وتوقفت حركة المرور رغم اتخاذ السلطات الولائية جملة من التدابير، منها 200 آلية للقطاع العام والخواص، وآليات تسوية كاسحة ثلوج وتسخير جميع الآليات التابعة لجميع البلديات. وبخصوص التزويد بمادة غاز البوتان، فقد سجّلت مديرية الطاقة والمناجم ليوم 06 فيفري 2013، توفير ما يقارب 2.700.000 لتر من المازوت والبنزين، ويوم 07 فيفري 2013 تم توفير 1.000.000 لتر من المازوت والبنزين بجميع نقاط التوزيع المتواجدة بالولاية، أما فيما يخص قارورات غاز البوتان تم توزيع 20.000 قارورة، حيث يتوفر المخزون على 8000 قارورة بمركز التعبئة ببوڤاعة و9000 قارورة بالعلمة، ومخزون غير معبأ كاحتياط يقدر ب 837 طن ما يكفي حاجيات أربعة أيام كاملة، كما تتوفر الولاية على مخزون 200.000 طن من الأملاح. طرقات مقطوعة وسكان في عزلة بڤالمة وشهدت ولاية قالمة، خلال ال 24 ساعة الأخيرة قطع عدة طرق وطنية وولائية، خاصة بالمناطق المرتفعة التي شهدت تساقطا كثيفا للثلوج على غرار جبل ماونة، ما تسبب في عرقلة حركة السير باتجاه بعض البلديات على غرار الطريق الولائي رقم 123 الذي يربط بلدية عين العربي ومشاتيها، كما عرف الطريق الوطني رقم 20 الرابط بين ڤالمة وقسنطينة، على مستوى راس العقبة المصير نفسه. وعرفت الجهة الجنوبية للولاية عزل بعض القرى والمشاتي بعد غلق الطريق الوطني رقم 81 الرابط بين بلدية عين مخلوف وسدراته، وكذا الطريق الولائي رقم 33 الرابط بين برج صباط والحدادة على مسافة 20 كلم. وعملت مختلف المصالح على فتح الطرقات التي توقفت بها حركة السير باستعمال كاسحات الثلوج من أجل فك العزلة، ومساعدة السكان على التزود بغاز البوتان. وفي سياق متصل، أكدت مصالح الرصد الجوي ببلدية بلخير استمرار الوضع الجوي نفسه خلال اليومين القادمين وتساقط الثلوج على ارتفاع 600 متر. عزلة بالمقطع الازرق وحمام ملوان بالبليدة شهدت بلدية حمام ملوان ومنطقة المقطع الأزرق التابعة لها بولاية البليدة، عزلة خانقة مقارنة ببقية الأحياء والمناطق المجاورة جراء الأمطار المتساقطة في الأيام الأخيرة، نتيجة فيضان مياه الوادي العابر للبلدية وغمره للطريق الاجتنابي عند النقطة المرورية المعروفة ب”المقرونات”، أين لا تزال أشغال إنجاز الطريق متوقفة منذ شهر جويلية الماضي. وحسب ما علمت ”الفجر”، فإن هذه الوضعية دفعت بالسلطات المحلية منذ يوم الأربعاء إلى تخصيص حافلات نقل عمومية، لنقل السكان إلى بقية البلديات المجاورة عبر الطريق الجبلي الرابط بينهم وبين حي تباينت في الشبلي. وجاء تحرك المسؤولين سريعا خشية غضب السكان جراء التماطل والتأخر الحاصل في أشغال توسعة الطريق الولائي رقم 61 بمنطقة كاف الحمام، والتي كانت وراء عدة احتجاجات من قبل سكان المنطقة العام الماضي. غلق كلي للمدارس وشلل تام بتزي وزو وبتزي وز، تسببت موجة الثلوج التي اجتاحت الولاية، أول أمس، في عزل العديد من المناطق كما هو لبلديات ايفرحونن، عين الحمام إلى جانب بني يني وبوزقان التي عرفت شللا تاما، ما جعل التلاميذ يعزفون التلاميذ عن الالتحاق بمقاعد الدراسة كما غلقت المؤسسات التربوية أبوابها بفعل الثلوج التي حاصرت المنطقة. وأحصت مصالح الدرك الوطني لتيزي وزو العديد من الطرق المقطوعة، خصوصا الطريق الوطني رقم 15 الرابط تيزي وزو بالبويرة المقطوع في فج تيروردة مع الطريق الوطني 30 بين تيزي وزو وبجاية بفعل انزلاق التربة، وكذا الطريق الوطني رقم 33 في المكان المسمى تيكجدة، مع الطريق الوطني رقم 12 بين تيزي وزو وفريحة بالمكان المسمى شعايب، إلى جانب طرق ولائية أخرى كما هو الحال للطريق رقم 253 بين افرحونن وأقبو ببجاية على مستوى وادي ايللتن. الثلوج تتسبب في 10 حوادث مرور بالمدية وأحصت مصالح مديرية الحماية المدنية لولاية المدية، خلال 48 ساعة الماضية 10 حوادث مرور خلفت في مجملها 9 جرحى دون تسجيل أي حالة وفاة، وذلك عبر مختلف شبكة طرق إقليم الولاية. وقامت المصالح ذاتها بعدة تدخلات منها تدخل الوحدة الثانوية للحماية المدنية لدائرة الشهبونية، يوم أمس، في حدود الساعة 07 سا 55 د، إثر حادث مرور تمثل في انحراف سيارة بالمكان المسمى لغواطي على مستوى الطريق الوطني رقم 01، الحادث خلّف 04 جرحى لهم إصابات مختلفة.