كشفت مصادر ”الفجر”، أن مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير الأزواد نفّذوا عمليات انتقامية ضد أبناء عمومتهم الجزائريين في شمال مالي، بلغت ذروتها باتهام راع يبيع الغنم في سوق الخليل بانتمائه إلى حركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا، كما عملت على الاستيلاء على أربع سيارات لسكان المنطقة دون تبرير دواعي ذلك كانت بدايتها بالاستيلاء على مبلغ مالي يصل إلى 9 ملايين سنتيم من أحد المواطنين الجزائريين على طريقة الإرهابيين. أفادت مصادرنا، أن الحركة الوطنية لتحرير الأزواد التي بسطت نفوذها على أغلب مناطق الشمال المالي بعد تحالفها مع فرنسا التي مكنتها من حمل راية النصر مجددا، فاجأت الجزائريين القاطنين بمدن ككيدال والخليل بعداء غير مسبوق، وباشرت عمليات مضايقة أبى السكان القاطنون على الشريط الحدودي تصديقها قبل أن تتطور إلى درجة تلفيق تهم إرهابية، وادعاء انتماء جزائريين لجماعات إرهابية نشطة في المنطقة دون وجه حق، كما وقّع للمواطن أميني ولد بابا احمد، الذي أفادت مصادرنا، أنه بريء مما نسب إليه وهو شخص مسؤول عن عائلة ويشتغل في الرعي. ولا تزال الأبحاث جارية لتحديد حقيقة الاتهام الموجه الى محمد موسى اغ محمد، بعدما اتهمته حركة تحرير الأزواد بأنه من جماعة أنصار الدين، وقالت إنه كان يأمر بقطع الأيدي، وهو الاعتداء الذي أثار حفيظة السكان الذين تعرضوا ليلة، أول أمس، إلى عمليات سرقة استهدفت سياراتهم، حيث كشف أحد الضحايا أنه أرغم تحت طائلة التهديد بالسلاح إلى التخلي عن سيارته لصالح مقاتلي الأزواد المسيطرين على أغلب المناطق. ورجّحت مصادرنا أن يكون سبب إدارة حركة الأزواد ظهرها للجزائر التي كانت أولى مراجعها والتي تستشيرها في التطورات الواقعة على إقليمها، إلى أن فرنسا المستعمر السابق دخل الخط وأخلط بعض الحسابات بعدما أصبح حاميها ولسان حالها لفرض مطلبها في الاستقلال الذاتي عن مالي، وهو الأمر الذي تجنبت الجزائر الخوض فيه، واعتبرت المسألة داخلية بعدما لعبت دور المفاوض ذي النفس الطويل ضمانا لاستقرار المنطقة التي تعتبر امتدادا طبيعيا لجزئها الجنوبي، حيث اختارت الحركة التحالف مع فرنسا لبلوغ مرادها، دون أن ترتكب في طريق مسعاها عددا من الجرائم في حق الجزائريين انتقاما من الجزائر التي رفضت التدخل في الشأن الداخلي لمالي. يذكر أن عمليات الاعتداء زادت حدتها على الجزائريين دون غيرهم بعد الاجتماع الذي عقد في كيدال مع جنرال فرنسي.