أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالشؤون السياسية جيفيري فيلتمان، أن المسار السياسي ”يبقى ضروريا” لحل أزمة مالي بالرغم من التدخل العسكري، مبرزا انشغال بلدان الجوار حيال عواقب هذا التحرك العسكري فيما وراء الحدود المالية. وفي ندوة صحفية بمقر الأممالمتحدة لدى عودته من زيارة في إفريقيا وبلجيكا، حيث حضر على التوالي قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبيبا والندوة الدولية حول مالي، وبعد زيارة كل من الصومال وكينيا وبوروندي، أوضح المسؤول الأممي أن ”التدخل العسكري الفرنسي الجاري ربما قد خلف لدى السلطات المالية انطباعا بأن المسار السياسي غير لازم، وهذا الأمر خاطئ وينبغي التقدم على هذا المستوى”. وجدد، مساء أول أمس، فيلتمان ضرورة أن تدخل كل الأطراف المالية في حوار سياسي شامل، بالموازاة مع التحرك العسكري الجاري. واعتبر كاتب الدولة الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط سابقا أن ”الأحدات الأخيرة تشهد بضرورة قطع أشواط طويلة من أجل وضع حد للخلافات السياسية في مالي، ووضع جيش محترف وقوات أمن قادرة على ضمان النظام في البلد”. وبخصوص محادثاته في بروكسيل قال فيلتمان إن محادثيه الماليين أكدوا ضرورة مشاركتهم في المحادثات، معربا عن ارتياحه لإعلان الرئيس المالي ديونكوندا تراوري عن خارطة طريق قد تفضي إلى تنظيم انتخابات قبل نهاية شهر جويلية، وحث كل الأطراف المالية على التركيز على التطور السياسي للوضع من خلال الحوار الشامل وخارطة الطريق وتنظيم الانتخابات. كما كشف أن الأممالمتحدة باشرت محادثات مع العديد من المسؤولين الماليين ومع ممثلي المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وأضاف فيلتمان قائلا بما أن مجلس الأمن يبحث إمكانية نشر القبعات الزرق لاستخلاف البعثة الدولية لدعم مالي، سيتخذ الأمين العام للأمم المتحدة بلا شك إجراءات لتشجيع تواجد سياسي أكبر، مذكرا بأن القرار يعود لمجلس الأمن، إلا أن مصادر أخرى قالت إن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون كشف هو الآخر أن ”هناك تطابقا كبيرا في الرأي حول القيام بمثل هذه العملية في مالي بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وكذلك بين أعضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي”، إلا أنه أشار إلى ”أن الأممالمتحدة لم تحصل بعد على موافقة واضحة من الحكومة المالية التي ما زالت مترددة”، مجددا التأكيد أن قوة الأممالمتحدة لا تستطيع أن تنتشر إلا بعد انتهاء مرحلة المعارك، حيث يكون هناك استقرار في الوضع. وتطرق فيلتمان إلى الوضع السياسي المعقد في الميدان، مبرزا أن البلدان المجاورة لمالي منشغلة حيال عواقب الجهود العسكرية فيما وراء الحدود المالية، وحيال تحركات الجماعات الإرهابية التي تنشط في مالي.