كشفت مصادر مطلعة ل”الفجر” أن قيادة الأركان للجيش الوطني الشعبي، قد تلقت مؤخرا تقارير مفصلة، حول انتهاء الضباط المهندسين للمدرسة العسكرية المتعددة التقنيات لبرج البحري شرق العاصمة، بنجاح من صناعة أولى النماذج بالحجم الطبيعي للطائرات الجزائرية الأولى التي تعمل بدون طيار، عن طريق أنظمة التحكم عن بعد. أوضحت ذات المصادر أن مشروع تصميم وإنتاج الطائرات بدون طيار، يندرج في إطار مسار تحديث وعصرنة قدرات ووسائل القوات المسلحة الجزائرية، خاصة منها الجوية، بالاعتماد على القدرات الذاتية والطاقات المادية والبشرية التي تزخر بها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي. وعن المواصفات التقنية لهذه الطائرات بدون طيار، كشفت ذات المصادر أن النماذج الأولى للطائرات صممت من طرف فريق من الباحثين من الضباط المهندسين بالمدرسة العسكرية المتعددة التقنيات بمخبر البحوث ”روبوتيك” وأنظمة التحكم الآلي عن بعد التابع للمدرسة، وقد صممت الطائرات لتطير بأربعة محركات ذاتية الدفع، وهي قادرة على التحليق على مسافات جد عالية، وفي ظروف مناخية مختلفة. كما أن الطائرة مجهزة بكاميرات مراقبة وتصوير، لم يكشف بعد عن نوعيتها ودقتها، في انتظار انتهاء المهندسين من وضع آخر الرتوشات للتجارب التطبيقية التي يقوم بها حاليا فريق الباحثين العاملين على المشروع. ويجري العمل حاليا، حسب ذات المصادر على إجراء التجارب التطبيقية على هذه الطائرات، لتحليل ومعاينة طريقة وكيفية طيرانها في الجو، ومدى تفاعلها واستجابتها مع أوامر وإشارات أنظمة التحكم والقيادة لقاعدتها على الأرض، كما يتم أيضا إجراء التجارب التطبيقية لمعرفة مدى نجاعة وفعالية أجهزة التصوير والكاميرات المثبتة على متنها. وبالإضافة إلى إمكانيات استخدامها للمراقبة الجوية من ارتفعات عالية لمسح وتصوير ورصد المناطق المستهدفة، بالإمكان استغلال نماذج أخرى من هذه الطائرات وفق الحاجة لمختلف الأغراض المدنية وغير العسكرية، في حالات رصد الفيضانات والزلازل وحرائق الغابات. وتعد المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات لبرج البحري بالجزائر العاصمة التي ألحقت سنة 1967، بمرسوم إلى وزارة الدفاع الوطني، تحت إشراف الجيش الوطني الشعبي، مدرسة رائدة في مختلف البحوث العلمية والمجالات التقنية، حيث يدرس الطلبة الضباط المهندسون فيها مختلف التخصصات المتعلقة بالهندسة الميكانيكية، المعلوماتية والإعلام الآلي، الروبوتيك والهندسة الكهربائية. ويأتي مشروع إنتاج وصناعة الطائرات الجزائرية بدون طيار في مناخ جيوسياسي مضطرب تعرفه منطقة الساحل على الحدود الجنوبية الحيوية للجزائر، بحيث يرى خبراء أن توجه قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي إلى إدخال وسائل تقنية جديدة للمراقبة والرصد والإنذار على قدرات القوات الجوية القتالية، تحول استراتيجي هام في منهجية تعامل قيادة أركان الجيش مع التطورات والأحداث الميدانية التي تشهدها حاليا منطقة الساحل وبالضبط منطقة شمال مالي.