شدّد الجامعي ووزير التعليم العالي السابق، مصطفى الشريف، الحاصل مؤخرا على جائزة دوتشي الإيطالية من أجل ثقافة السلم، على ضرورة إثبات تمسك الدول الإسلامية، بما فيها الجزائر، بأصالتها وتفتحها على التقدم الحاصل اليوم، وعدم الانغلاق على الذات والانصهار في بوتقة المحلية، رافضا قرارات الغرب ووجهات نظره حول مفهومنا للحداثة. وأكدّ، أمس، المختص في حوار الحضارات والثقافات بين العالم العربي وأوربا، مصطفى الشريف، لدى نزوله ضيفا على برنامج ”لقاء اليوم” على أمواج القناة الأولى، رفضه القاطع لما يمليه الغرب وصناع القرار في العالم من قرارات ووجهات نظر لا تخدمنا باعتبارها لا تتوافق وتقاليد وأصالتنا وقيمنا وتاريخنا، ويلّح على ضرورة البرهنة والإثبات بالدليل على جهل الغرب بالإسلام.. هذا السبب الذي أدى إلى صدام الحضارات، وأنّ الدول العربية والإسلامية على السواء ومنها الجزائر، لا تزال متمسكة بمبادئ الحفاظ على الأصالة والحضارة الخاصة بها، ناهيك عن استعمال العلم والمعرفة والإبداع لأن الطبيعة، حسب تعبيره ”تكره الفراغ”، وبالتالي على العرب أن يبرهنوا أنهم أصحاب حضارة، مضيفا أنّه إذا كانت هناك أيّ فجوة فإنهّا تظلّ ظرفية والتاريخ يشهد على ذلك. وفي السياق نفسه، نوه المتحدث بضرورة أخذ بعين الاعتبار الحداثة الحاصلة اليوم في العالم، شريطة تسييرها وفق ما يمليه ماضينا وتاريخنا، وكذا انطلاقا من الحوار والنقاش الذي يجب أن يخرج من أسوار المحلية وبوتقة الانعزال، إلى العالم من خلال الاحتكاك مع الطرف الآخر، بهدف البرهنة وتكذيب ما يزعمه الغرب وما يجهله حول حضارة العالم الإسلامي المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، مضيفا أنّ الأفكار المسبقة للغرب يجب أن تصحح بالنقد والحوار، مستشهدا بلقائه ب”البابا” في روما ”أن هذا الأخير قد أخطأ في خطابه باعتبار أفكاره المسبقة، لكن في النهاية اعترف بخطئه بعد تبادل نقاش طويل بيني وبينه”. كما حدث له مع الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا حول موضوع العولمة وفصل الدين عن الدولة، قائلا:”برهنت له بوضع حداثة تلائم قيمنا وحضارتنا وتقدم شعوبنا يكون بناء على معايير وصبغة خاصة بنا لا تخرج من هذا الإطار”. بينما اعتبر الشريف أنّ المساهمة في خلق حضارة إنسانية جديدة يحتم علينا فهم البنية النفسية للآخرين والتحكم في اللغات الأجنبية، مع عدم التخلي عن اللغة الأصلية.