عاش العديد من تلاميذ متوسطة ضبيب عبد الرحمان ببلدية أولاد بسام، في تسمسيلت، حالة من الهلع الشديد جراء ظهور حالات إصابة بداء الجرب المعدي في أوساط التلاميذ، الذين يزاولون دراستهم في النظام الداخلي الإقامي بذات المتوسطة. حيث زار المؤسسة مجموعة من الأطباء والممرضين، ليتم الكشف عن 7 إصابات بداء الجرب الخطير، وتم منح التلاميذ المصابين عطلة مرضية لمدة أسبوع خوفا من انتشار المرض في أوساط التلاميذ، خاصة الخاضعين للنظام الخارجي. كما تم منح المصابين أدوية للقضاء على المرض نهائيا. وتم تفقد أجنحة المرقد الذي يحوي أكثر من 100 تلميذ وافدين من قرى ودواوير الولاية. وأشار الطاقم الطبي للعيادة المتعددة الخدمات ببلدية أولاد بسام، لدى وقوفه عن كثب على مكان إقامة تلاميذ، إلى تهاون غير مغفور من إدارة المؤسسة في حق الأبرياء، خصوصا فيما تعلق بنقص النظافة الناجمة عن قدم الأغطية والأفرشة بغرف النوم، الأمر الذي استدعى تحييد جميع الأغراض ووضعها داخل أكياس للحد من انتشار المرض. وكانت مصادر لها إطلاع على الصحة المدرسية خلال الموسم الدراسي السابق، قد كشفت عشرة أنواع من الأمراض، منها الجرب ب 763 حالة والقمل ب 1270 حالة. ويرتبط هذا الوضع بتدهور الوضع الاجتماعي والمستوى المعيشي لسكان الولاية. كما واصل داء الجرب تغلغله في وسط التلاميذ خلال الموسم الدراسي الحالي، حيث ذكرت تقارير مديرية الصحة أنه تم تسجيل خلال الفصل الأول من السنة الدراسية الحالية 362 حالة، التي تعد من بين أكثر الولايات فقرا وحرمانا رغم ما سجلته الصحة المدرسية فيها من تطور في الإمكانات المادية والبشرية، حيث يقدر عدد الوحدات الكشفية ب 13 وحدة موزعة عبر القطاعات الصحية الثلاثة، منها 9 وحدات للكشف والمتابعة الدائمة تتمركز 6 منها في المؤسسات التعليمية، ويشرف على تأطيرها في المجموع 12 طبيبا عاما، 6 جراحي الأسنان، طبيبان نفسانيان و10 شبه طبيين. ومن خلال الفحوص والتحريات الصحية التي قامت بها مصالح الصحة المدرسية في المؤسسات التعليمية، ما يزال الوضع الصحي لتلاميذ المدارس بولاية تسمسيلت يشهد تدهورا ملحوظا جراء انتشار العديد من الأمراض المرتبطة بسوء النظافة، والتي مست 57144 تلميذ من مجموع 73882 تلميذ، تبين أن مثل هذه الأمراض التي لها علاقة بتدني الوسط الاجتماعي والبيئي لاتزال مستفحلة في وسط المتمدرسين، كالجرب والقمل. والأمر لا يبدو غريبا إذا علمنا أن معظم المؤسسات التعليمية تعاني من أزمة غياب الماء، بالإضافة إلى تدهور محيطها البيئي. فمعظم البلديات عجزت في السنوات الأخيرة عن التكفل بهذه الجوانب الأساسية بسبب العجز المالي من جهة وقصر نظر بعض مسؤوليها في مدى إدراك الانعكاسات السلبية لتنامي هذه الظواهر في الوسط المدرسي. ويأتي في مقدمة هذه الأمراض المسجلة تسوس الأسنان ب 11763 حالة، تضاف إليها 1170 حالة للتشوهات الخلقية و2751 حالة لأمراض العيون ونقص حدة البصر. ويتضح جليا أيضا أن هذه الأمراض لم تقتصر على مؤسسة دون غيرها بسبب انتشار الفقر. وفيما يتعلق بالأمراض المزمنة تم اكتشاف سبع حالات لفقر الدم تم التكفل بها، ونفس الشيء بالنسبة لمرض تسوس الأسنان، حيث سجلت 3577 حالة تم التكفل ب 1020 حالة منها. وأمام هذا التنامي الخطير ل”أمراض الفقر” في تسمسيلت يبقى على السلطات التحرك الجدي والفعال لاحتواء الوضع.