أرجأ الائتلاف الوطني السوري المعارض للمرة الثانية اجتماعاً كان مقرراً اليوم في إسطنبول للبحث في تشكيل حكومة مؤقتة واختيار رئيس لها، بسبب خلافات حادة بين أطرافه دون تحديد موعد لاحق لاجتماعه. دعا رئيس الائتلاف معاذ الخطيب إلى التريث في تشكيل الحكومة، محذراً من تقسيم سورية، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود ضغط دولي يمارس على الائتلاف من أجل تأجيل النظر في حكومة مؤقتة تتولى الإشراف على تسيير شؤون المناطق المحررة في البلاد، وأرجع عضو الائتلاف سمير نشار تأجيل الاجتماع إلى تضارب الآراء ووجود خلافات حادة حول فكرة الحكومة الموقتة، مضيفا أن هذه الخطوة تتطلب المزيد من المشاورات والوقت، مرجحا أن يكون الموعد القادم لاجتماع الائتلاف السوري المعارض بين ال18 و ال20 من الشهر الجاري. بدوره، أعلن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أن الكثير من الممولين الخارجيين للمعارضة السورية يعرقلون بدء الحوار ووقف العنف في سوريا. وقال لافروف قبيل لقائه هيثم مناع رئيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطية بموسكو، إن الوضع في سوريا لا يتقدم لأن هناك من يحاول عرقلة ذلك من ضمنهم الممولون الخارجيون للمعارضة. وتعد هذه المرة الثانية التي يتم فيها تأجيل اجتماع مقرر لتشكيل حكومة مؤقتة وتسمية رئيس لها، بعد إرجاء اجتماع للائتلاف كان محدداً في الثاني من مارس الجاري بضغط من الولاياتالمتحدة وروسيا اللتين تفضلان قيام حكومة مؤقتة تنبثق عن حوار مشترك بين النظام والمعارضة. من جهتها حذرت الأممالمتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية السورية، حيث كشف محققون تابعون للأمم المتحدة يوم أمس عن تقارير تفيد باستخدام الحكومة السورية تستخدم ميليشيات محلية تعرف باللجان الشعبية لارتكاب جرائم قتل جماعي تحرها توجهات طائفية، فيما كشفت مجلة دير شبيغل الألمانية الأسبوعية عن قيام أميركيين بتدريب عشرة آلاف مقاتل سوري من المعارضة السورية في الأردن ، دون تحديد ما إذا كانت الجهة التي ينتمي إليها الأمريكيون هي الجيش أم شركات خاصة. وعلى صعيد التطورات الميدانية تتواصل المعارك الطاحنة بين قوات بشار الأسد والجيش الحر، حيث قصفت أمس طائرات حربية سورية حي بابا عمرو في مدينة حمص بعد يوم من تقدم مقاتلي المعارضة بشكل مفاجئ صوب معقلهم السابق الذي أصبح تحت سيطرة الجيش السوري منذ عام، وقال ناشطون من المعارضة أن مقاتلي المعارضة اخترقوا الخطوط الحكومية لتخفيف حصار على مواقعهم في مدينة حمص الإستراتيجية الواقعة بوسط سوريا.