سيول من المواطنين و"السماسرة" يستعدون لغزو قصر المعارض بداية من اليوم كشف رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، محفوظ حرزلي، أن نسبة مبيعات السيارات في السوق الوطنية انخفضت بما يعادل 50 بالمائة خلال الثلاثة أشهر الماضية، حيث يفضل الزبائن انتظار التخفيضات المقترحة في الطبعة السادسة عشرة لصالون السيارات المزمع انطلاق فعالياتها بداية من اليوم على مستوى قصر المعارض بالجزائر العاصمة، إذ يخطط أزيد من 50 ألف جزائري لاقتناء مركبة جديدة في معرض السيارات. أضاف المتحدث في تصريح ل”الفجر” أن نسبة مبيعات السيارات خلال 3 أشهر تعادل 100 ألف سيارة، في حين أن نسبة الإقبال عليها بداية من جانفي 2013 تراجعت بما يعادل 50 بالمائة حيث أن 50 ألف جزائري قرروا إرجاء عملية الشراء إلى معرض السيارات، بالنظر إلى التخفيضات المقترحة في هذا الإطار والتي تبلغ أزيد من 20 مليون سنتيم. ودعا رئيس جمعية حماية المستهلك الحكومة، ممثلة في وزارتي التجارة والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تسجيل أية تجاوزات على مستوى المعرض هذه السنة، لاسيما بعد تسجيل سلسلة من الانتهاكات في حق الزبائن السنة الماضية، في مقدمتها بيع سيارات مغشوشة وعدم احترام آجال التسليم وكذا انعدام المركبات الجديدة، بسبب تهريب معظمها إلى سوقي ”تيجلابين” و”الحراش” بالتواطؤ بين ”السماسرة” والوكلاء المعتمدين. وأوضح حرزلي أن عددا كبيرا من الزبائن لم يتمكنوا من استلام سياراتهم إلا في غضون 6 أشهر، وبالرغم من كل التحذيرات التي تلقاها الوكلاء إلا أن المشكل لا يزال مستمرا ومطروحا بقوة، كما تتلقى جمعية حماية المستهلك أزيد من 1000 شكوى شهريا، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة دق ناقوس الخطر خاصة وأن قضايا وكلاء السيارات المعتمدين في الجزائر تحتل صدارة الشكاوى المودعة لدى جمعيات حماية المستهلك بالنظر إلى التجاوزات المرتكبة في هذا الإطار. وأضاف حرزلي أن المشكل الأخطر من كل هذا هو أن الذين يقومون ببيع سيارات على مستوى المعرض هم سماسرة أيضا وليس فقط وكلاء بيع السيارات، وبتعبير آخر فهم يحملون قبعة مزدوجة من خلال التعامل كوكيل رسمي يمتلك الاعتماد والوثائق الرسمية الخاصة بالبيع وكذلك كسمسار يبيع ويشتري السيارات على مستوى سوق ”تيجلابين” و”الحراش” وغيرها من الأسواق الأسبوعية الفوضوية، وهو ما يجعل عملية مراقبته ومنعه من إخراج السيارات من المعرض إلى الأسواق الفوضوية شبه مستحيلة. وأكد رئيس جمعية حماية المستهلك أنه حتى الأشخاص الذين يقومون بشراء عدد كبير من المركبات على مستوى الصالون مستغلين فرصة التخفيضات لإعادة بيعها، لا يبرمون عقودا بأسمائهم هم وإنما بأسماء أقاربهم وزوجاتهم وأصدقائهم، وهو ما يجعل اكتشاف تلاعباتهم على مستوى صالون السيارات أمرا مستبعدا جدا، بالرغم من الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل إدارة الصالون ومسؤولي المعرض.