نحو فتح مدارس دولية جزائرية جديدة بباريس لتأطير 32 ألف تلميذ كشف وزير التربية، عبد اللطيف بابا احمد، عشية احتفالات الجزائر بعيد النصر الذي يصادف ال19 من مارس الجاري، عن برامج دراسية جديدة لفائدة أكثر من 32 ألف تلميذ من أبناء الجالية الجزائرية تستهدف تعزيز اللغة الوطنية والثقافية الأصلية، ويتعلق الأمر بدروس عن الاستعمار الغاشم والهجرة والاستقلال لزرع الروح الوطنية وتفكيرهم بوحشية وهمجية المحتل، عبر سندات بيداغوجية سيتم طبعها وتوزيعها على المدرسين على مستوى 1058 مدرسة وجمعية بفرنسا. حسب تصريحات وزير التربية لدى عرضه موضوع التعليم بالمهجر ووضعية تعليم اللغة الوطنية والثقافة الأصلية بفرنسا، أمام لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني، فإن وزارته تعمل جاهدة ومنذ بداية الاستقلال على رعاية شؤون الجالية من حيث الإشراف على تعليم اللغة العربية لأبناء المهجر، وعلى وضع البرامج والكتب الخاصة بهذا التعليم، وذلك بالتنسيق مع القنصليات بكل دول أوروبا سواء في المدارس العمومية الفرنسية أو عبر جمعيات تنشط في أوساط الجالية. وفي هذا الصدد، لفت وزير التربية الانتباه إلى أن عدد التلاميذ المستفيدين من هذا التعليم بفرنسا حاليا يتجاوز 20 ألف و190 تلميذ يتوزعون على 953 مدرسة، ويؤطرهم 357 معلم في مختلف المناطق، مؤكدا أن التعليم يقدم أيضا للأطفال على مستوى الجمعيات الموجودة بمختلف أنحاء فرنسا، والحاصلة على موافقة القنصليات الجزائرية وعددها 105 جمعية لصالح 11 ألف و860 تلميذ، وذلك رغم أن الاتفاق لا يشير إلى هذا الإجراء، يضيف بابا احمد، الذي أشار إلى إدخال محتويات جديدة في البرامج التعليمية لتعزيز بعدها الوطني ومقوماتها الثقافية لربط الصلة بين هؤلاء الأطفال ووطنهم الأصلي، فبالإضافة إلى اللغة العربية، واللغة الامازيغية ستقدم دروس عن الاستعمار والهجرة والاستقلال، مع العلم أن هناك، وعلى حد قول المسؤول الأول لقطاع التربية مجموعة من السندات البيداغوجية هي قيد الدراسة للمصادقة عليها، قصد طبعها وتوزيعها على المدرسين في السنة الدراسية 2013/ 2014. وأكد الوزير أنه يعمل بهذه المدارس المدرس المتعاقد بالمدارس العمومية الفرنسية، حيث يتواجد أبناء الجالية الجزائرية وحيث يتم التعبير عن الاحتياج طبقا للقوانين الفرنسية السارية المفعول في القطاع التربوي، كما يعتبر - حسبه - هذا التعليم اختياريا، مضيفا أنه يمنح تعليم اللغة أيضا كلغة حية أولى أو ثانية في 23 متوسطة و3 ثانويات عبر القطر الفرنسي، مشيرا إلى وجود مجموعة من الأطفال الجزائريين المرضى الماكثين في المستشفيات الفرنسية، وعددهم 138 طفل يتم التكفل بتعليمهم أيضا. وأفاد الوزير أن الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد، بالتنسيق مع مصالح كتابة الدولة المكلفة بالجالية في الخارج، شرع في تقديم دروس في اللغة العربية واللغة الأمازيغية والتاريخ عن طريق الخط الإلكتروني باتجاه الجالية بالخارج، حيث ضبطت هذه الدروس لمختلف المستويات من طرف الديوان لمحو الأمية وتعليم الكبار، وقد انتقل عدد الأشخاص الذي يتابعون هذه الدروس مجانا من 20 ألف قارئ سنة 2001، إلى 75 ألف و280 قارئ هذه السنة يتوزعون ب63 ألف و985 و979 بإسبانيا، و2950 بسويسرا و1506 ببلجيكا و452 بكندا، والبقية يتوزعون على بلدان أخرى. وعلى صعيد آخر، تطرق الوزير إلى دور المدرسة الدولية الجزائريةبفرنسا التي فتحت أبوابها في السنة الدراسية 2002/ 2003، والتي تقدم برامج رسمية جزائرية، حيث توظف 70 مدرسا لتأطير 615 تلميذ، والتي من المنتظر أن يتم تعزيزها عبر السعي لفتح موقع آخر بباريس، ومواقع أخرى في مناطق أخرى بفرنسا.