تضاعفت شبكات المافيا على الحدود الجزائرية المالية المغلقة، وارتفعت نسبة الجريمة بعدما تم وضع حد لنشاط التهريب والتجارة على الحدود، وأضحى قطاع الطرق يستهدفون المارة عبر الطرق المعزولة مستغلين الأوضاع الأمنية غير المستقرة وتمركز الأمن على الشريط الحدودي لارتكاب جرائمهم باستعمال الأسلحة في غالب الأحيان. كشفت مصادرنا أن عصابات المافيا استهدفت الأسبوع الفارط سيارة نوع تويوتا هيليكس على مقربة من منطقة تيمياوين، وهي الطريق التي كان يستعملها مختار بلمختار الملقب ببلعور في تنقلاته باتجاه برج باجي مختار وتمنراست أو تيمياوين أو حتى الأراضي المالية باعتبارها مفترق طرق ومعروفة بأخطارها، وأرغم اللصوص الذي كانوا على متن سيارة من نوع تويوتا ستايشن الضحية على التخلي عن سيارته واقتادوه على مسافة حوالي 10 كلم وأخلوا سبيله، في حين أقدم آخرون كانوا مسلحين على متن سيارة تويوتا ستايشن وسيارتين من نوع تويوتا هيليكس على اعتراض طريق ضحيتهم الذي كان على متن سيارة نوع هيليكس على بعد حوالي 30 كلم عن برج باجي مختار، وكادوا يقتلونه لولا دخوله في مفاوضات معهم، وتدخل فيها أعيان المنطقة لتحريره وكان له ذلك أما البدو الرحل فهم في صراع يومي مع هؤلاء الذين يستولون على إبلهم كلما رغبوا في ذلك ولا يستطيع العرب الرحالة مقاومتهم باعتبارهم مسلحين، كما أن السرقات تحدث غالبا بعيدا عن مناطق تمركزهم باعتبار أن الإبل تسير لعشرات الكيلومترات لوحدها. وأوضحت مصادرنا أن معد الجريمة ارتفعت في المناطق الحدودية بسبب منع كثيرين من ممارسة نشاطهم في التهريب، الأمر الذي جعلهم يسابقون الزمن لتعويض ذلك عن طريق أعمال غير مشروعة أخرى، تتمثل في ترويع الناس لسلبهم ممتلكاتهم، مستغلين انشغال الأمن بتأمين الحدود الجنوبية الصعبة التي تبقى مستهدفة بالنظر إلى الأوضاع الكارثية بالجارة مالي ومحاولة استغلال الأراضي الجزائرية كمتنفس للمقاتلين بشتى أنواعهم وطوائفهم.