^ مخيم في مدينة سبها يدرب مقاتلين جزائريين ومغاربة نقلت قناة “سي أن أن" الأمريكية، عما وصفتها بالمصادر الاستخبارية الغربية عن وجود صلة بين القيادي في “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" والذي تشير أخبار غير مؤكدة لمقتله مختار بلمختار، والهجوم الذي شنه مسلحون على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي شرق ليبيا شهر سبتمبر الماضي الذي أودى بحياة أربعة أمريكيين يعملون في سفارة واشنطن لدى طرابلس بينهم السفير كريس ستيفنز. وحسب المصادر التي وصفتها القناة بالواسعة الاطلاع على تقارير الاستخبارات الغربية بأن طرف الخيط في القضية هو اتصال هاتفي تم بعد الهجوم على القنصلية بفترة وجيزة ومن مكان قريب منها قام خلاله شخص بتهنئة شخص آخر بقوله “مبروك مبروك"، لتكشف التحقيقات فيما بعد أن الاتصال موجه إلى القيادي في القاعدة مختار بلمختار. ال “سي أن أن" قالت إن صحفييها حاولوا التأكد من هذه المعلومات عبر الاتصال بمصادر في وكالة التحقيقات المركزية الأمريكية “سي آي أي"، لكن الوكالة رفضت التعليق، ولكن القناة تنبأت في حال تأكد هذا الخبر أن يكون مادة للجدال الحزبي بين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث ستوجه اتهامات إلى إدراة أوباما بعدم اتخاذ الإجراءات الردعية إزاء الهجوم الذي أودي بحياة السفير الأمريكي. الهجوم الجمهوري على الإدارة الديمقراطية بدأ سريعا حيث اتهمها أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، على رأسهم المرشح السابق للرئاسة جون ماكين، بإخفاء المعلومات التي تشير الى تورط القاعدة، لكن الإدارة نفت ذلك. ونقل التقرير عن مصادره الاستخبارية الغربية أن تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" سعى بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي الى إيجاد موطئ قدم في ليبيا، حتى إن بلمختار شخصيا قضى حوالي 4 أشهر في زيارة بدأت في ديسمبر عام 2011 والتي تمت بتسهيل من طرف من وصفته القناة ب “قائد ميليشيا إسلامية متطرفة" التي لها نفوذ كبير في بنغازي ومدن شرق ليبيا. وأضافت المصادر أن “الأعور" التقى محاربا ليبيا قديما في أفغانستان الذي أقام مخيما في مدينة سبها، يقوم بتدريب مقاتلين من الجزائر والمغرب وموريتانيا، والتي من المرجح أنها الجماعة التي نفذت الهجوم الذي تعرضت له منشأة استخراج الغاز في تيغنتورين بعين أمناس شهر جانفي الماضي. وفي هذا السياق استرجع التقرير ما ورد في مقال نشرته صحيفة ال«نيويورك تايمز" الأمريكية عن أن الجماعة التي نفذت هجوم تيغنتورين كانت في بنغازي شهر سبتمبر الماضي، أي زمن الهجوم على القنصلية الأمريكية واغتيال السفير ستيفنز، ونقلت عن مسؤول جزائري قوله إن أحد الإرهابيين الذين تم القبض عليهم في عين أمناس كشف أن المسلحين المصريين كان لهم دور في كلا الهجومين. وكانت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي سألت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون حول هذه المسألة في 23 جانفي الماضي، وأجابت كلينتون قائلة: “لا يمكن أن أؤكد هذا، لكن يمكن أن أقدم خلفية هذه المعلومات، لقد قدمتها إلينا الحكومة الجزائرية، بعد التحقيقات التي أجرتها مع بعض الإرهابيين الذين قبضت عليهم أحياء"، ملمحة الى وجود علاقة بين هجوم تيغنتورين ومصادر التسليح في ليبيا. وفي الختام اعتبر التقرير أن اندماج الجماعات المسلحة يشكل نقلة نوعية في أشكالها، مما يجعل ملاحقة الأفراد والمجموعات أكثر صعوبة من ذي قبل، بالإضافة إلى عدم الاستقرار في كل من مالي وليبيا الذي منح هذه الجماعات الفضاء للقيام بالعمليات.