الحملة المغربية ضد الجزائر لا تخدم المصالح المشتركة أكد مراد مدلسي أنه لا مشاكل للجزائر مع المعارضة السورية لكن لن تتعامل معها، مؤكدا أن الحملة المغربية ضد الجزائر تتعارض وإرادة البلدين في التقدم، فيما أشاد وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، بمواقف الجزائر في قضايا الأوضاع الراهنة، طالبا منها نقل رسائل سياسية إلى إيران التي تعرف علاقتها بها حالة من المد والجزر، وذلك في إطار ندوة صحفية مشتركة بمقر وزارة الشؤون الخارجية بالجزائر. كشف وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أمس، أن الحملة الإعلامية المغربية ضد الجزائر ”تتناقض” وإرادة الجزائر والمغرب في ”المضي قدما” نحو الأمام، مبرزا أن هذه الحملة تتزامن مع زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بمسألة الصحراء الغربية، كريستوفر روس، إلى الجزائر وإلى المنطقة. وبخصوص هذه الجولة التي يقوم بها روس، أعرب الوزير عن أمله في أن ”تشكل خطوة إلى الأمام بين طرفي النزاع المغرب والبوليساريو”. وعن سؤال حول فتح الحدود الجزائرية-المغربية أفاد مدلسي أنها قضية ”ثنائية” وأنه ”يتعين علينا البحث عن حل لها في إطار ثنائي”. وبخصوص الطفل الجزائري، إسلام خوالد المحبوس بالمغرب بتهمة ”الاعتداء الجنسي” على طفل مغربي، أوضح مدلسي أن ”الجزائر لا تنوي التشكيك في سيادة القضاء المغربي”، مضيفا أن هذا الأخير هو من ”سيفصل”. واستطرد في هذا السياق قائلا ”دورنا نحن هو التعبير بصفة ثابتة وواضحة عن تضامننا مع هذا الفتى ومع عائلته، وهذا ما فعلنا وما سنفعل باستمرار”، مضيفا أن الجزائر لا تريد أن تجعل منها قضية سياسية، كما أفاد المتحدث بوجود مساع لعقد قمة مغاربية دون أن يحدد تاريخها، لكن ذلك متوفر بتوفر عدد من الشروط في مقدمتها الجانب الأمني، حسب مدلسي. ونفى أمس وزير الشؤون الخارجية وجود أي نوع من أنواع الاتصالات بين الدبلوماسية الجزائرية والمعارضة السورية التي تطالب برحيل نظام بشار الأسد، باستثناء لقاء على انفراد خلال قمة جامعة الدول العربية الأخيرة بالدوحة، وقال مدلسي في السياق ذاته خلال ندوة مشتركة مع وزير الخارجية البحريني ”لا مشاكل لنا مع المعارضة السورية لكن لن نتعامل معها احتراما لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”، ومن هذا جاء قرار تحفظ الجزائر على منح المعارضة السورية مقعد في الجامعة العربية بدل الدولة الرسمية حسب المتحدث. وجدد مراد مدلسي موقف الجزائر من الأزمة السورية، وهو الموقف القائم على دعم الحوار الداخلي السوري لإنهاء الوضع الحالي. وفي المسألة ذاتها قال وزير شؤون خارجية البحرين خالد ولد العزيز ”نتشرف ونفتخر بمواقف الجزائر تجاه الملفات الدولية والعربية الراهنة ولا سبيل لحل الملف السوري إلا بالحوار”، وطالب المتحدث الدبلوماسية الجزائر بنقل رسائل بلاده لطهران على أمل التقليل من حدة التوتر بين البلدين، وأضاف بهذا الخصوص أن ”الدبلوماسية الجزائرية أحسن وسيلة لنقل هذه الرسائل لطهران”. وكشف المتحدث أن زيارته إلى الجزائر توجت بالتوقيع على مذكرة تفاهم سياسية بين البلدين، مؤكدا أن انعقاد اللجنة المشتركة الجزائرية البحرينية سيكون قبل نهاية 2013 بالبحرين. وبخصوص ملف الرهائن الجزائريين في شمال مالي، أوضح مدلسي رفقة وزير خارجية مملكة البحرين، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، عقب المحادثات التي جمعتهما، أن الرهائن الجزائريين يعيشون وضعية ”صعبة” استنادا إلى المعلومات المتوفرة لدى السلطات الجزائرية وبأنهم يتقبلون هذه الوضعية بكل ”شجاعة وروح مسؤولية”. واسترسل في هذا الشأن قائلا: ”إننا نتعامل بنفس روح المسؤولية مع قضية هؤلاء الرهائن ونحن حاملون لرسالة مودة واحترام لكل الإخوة في مالي ونأمل في أن تتجاوز هذه الدولة أزمتها في أقرب وقت ممكن”.