وصلت، أمس، موجة احتجاجات ولايات الجنوب إلى ولاية الجلفة، بعد كل من الأغواط، البيض، ورڤلة والوادي، فقد خرج، أمس، المئات من الشباب ببلدية مسعد واعتصموا أمام مقر مقر دائرة مسعد، مطالبين بمناصب شغل دائمة. ”لا نريد دروسا في الوطنية نريد حقوقنا المدنية”، هو شعار ردّده المئات من الشباب البطّال لبلدية مسعد جنوب ولاية الجلفة، للمطالبة بمناصب شغل دائمة تكفل لهم حق العيش في كرامة، وقالوا إن ”السلطات عجزت في المقابل عن مكافحة الفساد”، ليتساءلوا عن مصيرهم بين الانتظار أكثر وبين ما يرونه يوميا من جرائم الفساد. وجدّد، صباح أمس الأربعاء، هؤلاء الشباب وأغلبهم إطارات جامعية من حاملي الشهادات الجامعية في مختلف التخصّصات والذين أنهكتهم البطالة لسنوات عديدة، احتجاجهم أمام مقر الدائرة رافعين لافتات كتّب عليها ”يا للعار يا للعار حكومة بلا قرار”، ”بركات بركات من الصفقات”، ”أنا جزائري أين حقيّ في العمل” وغيرها من الشعارات التي تندّد بتهميشهم، مطالبين في ذلك الجهات الوصية بفتح عروض العمل بالمؤسسات العمومية وإعادة الاعتبار لحاملي الشهادات، بالإضافة إلى زيادة أجور فئة عمال الإدماج المهني التي وصفوها بالمنحة ”الزهيدة” التي يتقاضونها مقابل الأعمال التي يقومون بها. وأكّد المحتجّون في تصريح ل ”الفجر”، أنّ معاناتهم بلغت عتبة الانفجار، محملين في ذلك المسؤولين المحليين نتائج الوضع المزري الذي آل إليه هؤلاء الشباب جراء البطالة التي فتكت بهم، والتي ”لم تجد الآذان الصاغية لأوضاعهم” على حدّ تعبيرهم، مؤكدين في السياق ذاته، أنهم لا يريدون ”مسكنات بل حلولا جدّية”. وطالبوا في هذا الصدّد بوضع حدّ لما أسموه ب ”البيروقراطية”، ونادوا بفتح تحقيق وزاري وعلى أعلى مستوى للتحري في السياسة المتّبعة من طرف جميع الأطراف المعنية بملف التوظيف بالولاية، والتي تعتمد -حسبهم- على ”المحاباة والمحسوبية والرشوة، الأمر الذي جعل المئات من الشباب يحرم من الظفر بمناصب شغل، في الوقت الذي يتم فيه توظيف أناس ليسوا أهلا لهذه المناصب وبطرق ملتوية ومشبوهة”. وأوضح الشباب البطال أثناء الوقفة أنهم ليسوا ”دعاة فتنة ولن يكونوا كذلك”، مشيرين بأنّ هذه الوقفة ماهي إلاّ امتداد لوقفات أخرى سينظمونها بشكل دوري، مهدّدين في السيّاق ذاته بتصعيد الاحتجاج في حال لم تستجب السلطات المعنية لمطالبهم، ليبقى التظاهر السلمي الوسيلة التي قرّر هؤلاء الشباب التعبير بها عن مطالبهم، آملين أن يصل صوتهم للجهات العليا في البلاد جراء ”البيروقراطية والرشوة التي فتكت بالمجتمع الذي أصبح حديث العام والخاص”، وذلك في وقت أثارت هذه الاحتجاجات انشغالا واسعا لدى السلطات تفاديا لأيّ انزلاق غير محمود ودرءا لأيّ حساسية قد تحدثها قضية الشغل.