ينظم مخبر المخطوطات في غرب إفريقيا بجامعة أدوار بولاية إليزي، بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف للولاية ذاتها، يومي 17 و18 من الشهر الجاري، ملتقى دوليا حول موضوع ”الزوايا والمدارس القرآنية بين تحديات الحاضر ورهانات المستقبل”، بمشاركة أساتذة ومختصين من الجزائر ومختلف دول العالم. يهدف الملتقى الذي ينظم في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال إلى إبراز دور الزوايا في مختلف القضايا لاسيما في مجال تحفيظ القرآن وتعليم الفقه والعلوم الدينية وكذا بالحفاظ على المخطوطات ومكافحة الأمية، في ظل التحديات الراهنة ورهانات المستقبل. وسيتطرق المشاركون في ندوات الملتقى الذي تنشط على مدار يومين كاملين إلى عدة محاور ومواضيع مهمة أبرزها الزوايا والمدارس القرآنية من خلال المفاهيم، الإحصائيات، والتعريفات، إلى جانب تناول المدخل التاريخي للموضوع، وكذلك عن واقع الزوايا والمدارس القرآنية في ظل معركتي التحرير والتعمير والبناء، بالإضافة إلى عناية الدولة الجزائرية بالقرآن الكريم وعلومه وكذا دور الزوايا والمدارس القرآنية في المحافظة على المخطوطات، أوقاف الزوايا والمدارس القرآنية وطرق استثمارها العصرية. وفي الأخير سيتناول الأساتذة بالتحليل والنقاش موضوع دور علماء الجزائر في نشر الزوايا والطرق الصوفية في إفريقيا والعالم. وفي السياق يأتي هذا الحدث لتسليط الضوء على الجزائر وتاريخها الإسلامي العريق، انطلاقا من الحضور القوي لزواياها ومدارسها القرآنية على مرّ التاريخ، حيث ساهمت هذه المؤسسات الدينية منذ نشأتها في تحفيظ القرآن الكريم، نشر الإسلام والطرق الصوفية في أرجاء العالم، ولاسيما بإفريقيا، فضلا عن مكافحة الأمية وذلك بفتح قاعات خاصة لتعليم الكبار مبادئ القراءة والكتابة، مع وقوفها الدائم في وجه كل محاولات طمس الهوية والدين إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر.