انطلقت أمس انتخابات مجالس المحافظات العراقية التي صاحبتها سلسلة انفجارات بعبوات ناسفة وقذائف هاون سقطت جنوب بغداد مستهدفة مراكز الاقتراع التي اجتهد الأمن العراقي في تأمينها، في أول استحقاق انتخابي في البلاد منذ الانسحاب الأمريكي نهاية 2011. سقطت 9 قذائف هاون على مناطق سكنية في محافظة بابل العراقية، أمس، بينما استهدفت تفجيرات عددا من مراكز الاقتراع في مناطق مختلفة، بالتزامن مع عملية التصويت في انتخابات مجلس المحافظات، ففي قضاء اللطيفية جنوب بغداد، سقطت عدة قذائف هاون قرب مراكز انتخابية من دون أن تسفر عن إصابات، وانفجرت 3 قنابل صوتية قرب مراكز انتخابية وسط تكريت، مركز محافظة صلاح الدين من دون خسائر بشرية، فيما شهدت محافظة بابل جنوب بغداد، إصابة شخصين من عائلة واحدة بجروح جراء سقوط قذيفة هاون على منزلهما في حي الأطباء في قضاء المسيب شمال الحله مركز المحافظة، كما أصيب أحد عناصر الجيش العراقي بجروح بعد سقوط قذيفة هاون في منطقة الحامية في ”المسيب”، إلى جانب إصابة شخصين بجروح في انفجار عبوة ناسفة قرب مركز انتخابي في منطقة جرف الصخر شمال الحله. وتزامنت هذه التفجيرات مع بداية إجراءات الاقتراع صبيحة أمس في بغداد ومحافظات عدة عملية الاقتراع لاختيار مجالس المحافظات العراقية، التي تعد الأولى في البلاد منذ الانتخابات التشريعية شهر مارس 2010، ويتنافس فيها أكثر من 8100 مرشح ينتمون إلى أكثر من 260 كيان سياسي على أصوات 13 مليونا و800 ألف ناخب للفوز ب378 مقعد في مجالس 12 محافظة، بعدما قررت الحكومة تأجيل الانتخابات في كل من الأنبار ونينوى لفترة لا تزيد على ستة أشهر بسبب الظروف الأمنية الطارئة في هاتين المحافظتين، كما تستثنى من هذه الانتخابات محافظات إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي الذي يضم كل من محافظات أربيل، السليمانية ودهوك، بالإضافة إلى محافظة كركوك المتنازع عليها. ورغم أن العملية الانتخابية رافقتها إجراءات أمنية مشددة، شملت فرض حظر على السيارات التي لا تحمل ترخيصا خاصا باليوم الانتخابي، وزيادة حواجز التفتيش على الطرقات وبشكل خاص داخل العاصمة بغداد، إلا أن ذلك لم يمنع من تصاعد أعمال العنف التي أصبحت تطبع يوميات العراقيين في الآونة الأخيرة والمستمرة منذ غزو البلاد عام 2003، والتي تزيد من حصيلة القتلى أسبوعيا، حيث طالت مؤخرا عددا من المنتخبين باغتيال 15 مرشحا. من جهته أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن الانتخابات المحلية رسالة إلى الأعداء وتأكيد على مواصلة المسار السياسي في البلاد، داعيا خلال تصريحه عقب إدلائه بصوته بفندق الرشيد الواقع داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد والذي خصص لانتخاب المسؤولين العراقيين لمرشحيهم كافة الكتل السياسية إلى حل خلافاتها والتفكير في مصالح العراق أولا وأخيرا. يذكر أن الإحصاءات الأمنية المحلية تشير إلى مقتل أزيد من 200 شخص في العراق منذ بداية الشهر الجاري.