التعريف بالكتاب: كان كتاب قاسم أمين ”1863- 1908م” ”تحرير المرأة - 1899” أول كتاب أثار زوبعة، أومعركة فكرية واجتماعية في الثقافة والمجتمع العربيين الحديثين، مما دفع مجموعة من الكتّاب إلى الردّ عليه أهمهم:
1- أنيس الجليس في التحذير مما في تحرير المرأة من التلبيس - 1899 لمحمد حسنين البولاقي. 2- فصل الخطاب أو تفليس إبليس من تحرير المرأة ورفع الحجاب - 1900 لمختار بن مؤيد باشا العظمي. 3- السبب اليقين المانع لاتحاد المسلمين ”رواية - 1902” لمحمد كاظم ميلاني. 4- تربية المرأة والحجاب - 1905 طلعت حرب. 5- الدمع المتين - عبد المجيد جرين - ”لم أطلع على هذا الكتاب”. فما سبب شدة ووفرة هذه الكمية من الردود؟ ربما كان السبب أن مسألة المرأة - وهي ترتبط في الذهن العربي- عموماً - بالجنس والملكية الخاصة، وبما تحيل إليه من ”قضايا”: العرض، الشرف، الملكية ،كانت ولاتزال حساسة في المجتمعات العربية والإسلامية، وقد فوجىء المجتمع آنذاك بالدعوة الجديدة لتحرير المرأة، وهي دعوة كانت مفاجئة بعض الشيء إذ لم يسبقها إلا دعوة رفاعة الطهطاوي ”1801-1873” لتعليم البنات، ”العمل يصون المرأة عما لا يليق ويقربها من الفضيلة، وإذا كانت البطالة مذمومة في حق الرجال، فهي مذمة عظيمة في حق النساء”، ومناظرة طريفة نشرت في مجلة ”المقتطف” عندما كتبت أول امرأة عربية في العصر الحديث مقالة في مجلة، فرد بعضهم بأن كاتب المقالة رجل ينشر باسم امرأة ”المقتطف - 1881”. على كل حال، تزامن كتاب ”تحرير المرأة” مع محاولة مدرسة الإصلاح التي بدأها الشيخ محمد عبده ”1849-1905”، تطويع العالم الإسلامي وملاءمته مع حاجات الحياة (العصرية) في مجتمع نهضوي جديد قيد التكوين، فقاسم أمين كان يرى أن مفتاح الإصلاح والنهوض بحاجات المجتمع العربي والإسلامي هو إصلاح حال المرأة، وربما لهذا السبب اتهم بعضهم الشيخ محمد عبده بأن له ”ضلعاً” في كتابة هذا الكتاب. الكتاب على كل حال، كان المقدمة الأولى لكتابين تاليين كبيري الأهمية ”الإسلام وأصول الحكم -1925” للشيخ علي عبد الرازق ”1888 -1966”، وكتاب ”في الشعر الجاهلي - 1926” لطه حسين ”1889 -1973”، الكتب التي أحدثت جدلا فكريا كبيرا و التي كانت أحد نتائج الصدمة الحضارية الناجمة عن الإحتكاك بأورما ، الأمر الذي أدى با البعض إلى الدعوة إلى إعادة تشكيل العقل الإسلامي ولكل وجهته و أساليبه. ...(يتبع)