أكد الدكتور أبو بكر صالح، أحد أعيان ولاية غرادية، أن الأحداث التي شهدتها المنطقة اليومين الماضيين لا علاقة لها بالفتنة الطائفية أو المذهبية كما تحاول بعض الأطراف الترويج، خاصة وأن بعض الأطرف تسعى لإثارة النعرة القبلية، لإشاعة الفوضى، في وقت أمر فيه والي الولاية بفتح تحقيق عاجل في الأحداث، وبدأ الأئمة والمشايخ في حملة تحسيسية للتهدئة لتفادي أي تجاوزات. قال النائب أبو بكر صالح في اتصال مع ”الفجر”، إن المذهبين المالكي والإباضي بريئان كلية من الأحداث، التي عرفتها المنطقة يومي الأحد والإثنين والتي تم خلالها إحراق عدة محلات تجارية، أجبرت الآخرين على غلق الباقي لحماية ممتلكاتهم قبل أن يعود الهدوء إلى الولاية، نهار أمس. وأضاف أحد أعيان المنطقة، أن القضية تتعلق في الأساس بنزاع بين سكان حي مليكة الذين ينتمون إلى المذهب الإباضي، وسكان حي ثنية المخزن من المذهب المالكي حول إقامة جدار داخل جزء من المقبرة كل طرف يقول إن المساحة التي بني عليها ملكه. وأعرب المتحدث عن مخاوفه الكبيرة من استغلال هذه الأحداث لإشعال نيران الفتنة الطائفية في هذه الولاية، خاصة من الظروف التي يمر بها الجنوب الجزائري، مؤكدا في السياق أن الأئمة والشيوخ بالمنطقة باشروا حملة لتنقية الأجواء وإبعاد العوامل الدينية عن الأحداث لكي لا تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، وأن حكماء المنطقة يرفضون هذه التقسيمات من مالكية واباضية لأنهم في الأول والأخير جزائريون مسلمون، وعلى الإعلاميين التحري قبل نشر أي أمور قد تصب النار على الزيت. وطالب البرلماني من السلطات التدخل بسرعة لكشف الأسباب الحقيقية لهذه الأحداث دون التحيز لأي طرف كان، مع ضرورة توفير الأمن للمحلات التجارية. من جهته، أمر والي ولاية غرداية، أحمد عدلي، أمس الأول، ب ”فتح تحقيق حول أعمال شغب حدثت بين شباب شهدتها عدة أحياء بالمدنية ليلة الأحد إلى الإثنين واتخاذ الإجراءات المناسبة ضد المتسببين فيها”. واستقبل الوالي وفدا عن ممثلي هؤلاء التجار من طرف والي ولاية غرداية، الذي استمع إلى انشغالاتهم فيما يتعلق بتوفير الأمن، لكنه فوجئ بإقحام مطالب لا علاقة لها بالحادث، حيث ”طالبو بإطلاق سراح شباب يشتبه في تورطهم في أعمال تخريب وسرقة قنوات وأنابيب لمؤسسة أجنبية تنشط بمنطقة التوزوز”. وحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية، حاول الشباب الغاضب تهديم الجدار وذلك قبل أن يتدخل مسؤولو دائرة غرداية الذين قاموا بهدم هذا الجدار الذي أنجز بطريقة فوضوية، كما قاموا بغلق المحاور الرئيسية للمدينة باستعمال حواجز الحجارة والمتاريس”.