غاز أوروبا الصخري يفي ب %5 فقط من الطلب في الاتحاد الأوروبي رفض المجلس الأوروبي استغلال الغاز الصخري في أوروبا بسبب المخاطر البيئية الناجمة عن استخراجه، في مقابل الحديث عن توسيع دائرة التنقيب عنه في بعض الدول الأوروبية لكسر أسعار الغاز الجزائري الذي يرى المجلس أنه ”غير مبرر”، واقترحت شركات طاقوية ناشطة في أوروبا الشروع في استغلال الغاز الصخري حتى تتمكن من الضغط على سوناطراك لتخفض أسعارها، ولو كلفتها العملية مخاطر بيئية وخيمة. أكد خبراء أجانب أن قرار حظر استخراج الغاز الصخري في أوروبا سيكون في صالح الدول المصدرة للغاز للقارة العجوز كالجزائر وروسيا وقطر، وهي الدول التي تتحكم في أسعار السوق العالمية، مؤكدين أن ”استخراجه هو قرار سياسي بالمقام الأول قبل أن يكون اقتصاديا لأنه يمكّن أوروبا من التحرر ومن احتكار وكسر أسعار الغاز”. من جهتها، تعالت أصوات المجتمع المدني وكبار المشاهير على غرار ”ليدي غاغا” و”يوكو أونو” منددة باستخراجه، إذ اعتبرت جمعيات فرنسية بهذا التوجه، وأصدرت عدة جمعيات بيانات تحذر فيها من المخاطر الناجمة عن استغلال الغاز الصخري كبديل للبترول. وقال محلل موارد الغاز في مؤسسة ”وود ماكنزي” لاستشارات الطاقة في ”ادينبرج ستيفن أورورك”، أن غاز أوروبا الصخري قد يفي 5 بالمائة فقط من الطلب في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030، مؤكدا أن الفرصة موجودة ولكن جهود الاستكشاف الابتدائية مخيبة للآمال، وهناك كثير من عدم اليقين. ويرى محللون أن تباطؤ جهود أوروبا في استغلال احتياطياتها من الغاز الصخري التي تشكل تقريباً 10 بالمائة من الاحتياطيات العالمية لا يمكن أن يأتي في الوقت الحالي أسوأ بالنسبة للشركات الأوروبية، التي تعاني أصلاً من أزمة ديون القارة والنمو الواهن ومن عدم قدرتها على المنافسة مقارنة مع منافسيها في الولاياتالمتحدة. ورغم أن لدى فرنسا بعض أكبر حقول غاز غير تقليدية في أوروبا، إلا أنها حظرت عمليات التفتيت الهيدروليكي عام 2011، وتبعتها كل من بلغاريا وهولندا في اتخاذ إجراءات مشابهة، ولا يزال الزعماء السياسيون قلقين من الأضرار البيئية المحتملة من تلك التقنية، بينما شكك أصحاب الحملات في جهود تشجيع أنواع ”الوقود الأحفوري” وتفضيلها على ”التقنيات الخضراء” مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وقالت إحدى منظمات حماية البيئة بفرنسا إن الغاز الصخري ليس حلاً طويل الأجل لمسائل أمن الطاقة في أوروبا، وينبغي علينا السعي إلى تطوير قطاعنا المعني بالمصادر المتجددة للطاقة حتى للدول التي تؤيد الغاز الطبيعي غير التقليدي، كإنجلترا، حيث تسببت عمليات الحفر الأولية عام 2011 في زلازل صغيرة قريباً من منتج ”بلاكبول” الشاطئي في شمال إنجلترا، أوقفت الحكومة البريطانية العمليات ورفع الحظر في أواخر العام الماضي، وإن كان محللون يشككون فيما إن كان للغاز الصخري البريطاني القدرة على منافسة واردات الغاز الطبيعي.