برزت إلى السطح ظاهرة جديدة في السنوات الأخيرة وسط بعض التلاميذ والطلاب المقبلين على الامتحانات المصيرية، وهي تناول المنشطات والفيتامينات وحتى خلطات الأعشاب، من أجل كسب الطاقة المساعدة على المراجعة واستيعاب المعلومات بشكل أفضل. مع اقتراب نهاية السنة ودخول التلاميذ والطلاب الثانويين فترة المراجعات للامتحانات المصيرية، خاصة شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا، ترتفع حدة التوتر بين التلاميذ وأوليائهم، ويبدأ مسلسل التوتر والعيش على الأعصاب مخافة الفشل والرسوب، و هنا تبدأ جهود الأولياء تتضاعف في توفير الجو المناسب لأبنائهم للمراجعة والتحضير للامتحانات. بعضهم يرفع وتيرة الدروس الخصوصية، والبعض الآخر يحرص على توفير كل الشروط النفسية والجو الملائم للتلميذ. ولكن في السنوات الأخيرة برزت إلى السطح ظاهرة جديدة وسط التلاميذ والطلاب المقبلين على الامتحانات المصيرية، وهي تناول المنشطات والفيتامينات وحتى خلطات الأعشاب من أجل كسب الطاقة المساعدة على المراجعة واستيعاب المعلومات بشكل أفضل. أكد عدد من الصيادلة بوسط العاصمة، أن ظاهرة الإقبال على اقتناء الفيتامينات والمنشطات تزداد مع قرب الامتحانات، حيث يقبل التلاميذ على شراء أنواع من الأدوية التي تساعدهم على التركيز وإنعاش الذاكرة أوتجنب الإجهاد وذكر أحدهم عدد من الأدوية، مثل المغنيزيوم وأكسترا دو جانسون'' و''توب فورم و”سيرجنورس” و”سسيويلس” و”ماغروسنسايس”، وغيرها من الفيتامينات التي دخلت قائمة الأشياء المطلوبة من قبل التلاميذ، بعدما كان مشروب الطاقة الراد بول وحده يحظى بمثل هذه الشهرة. وفيما إذا كانت هذه الأدوية خطيرة ولأنها تباع بدون وصفة، فقد أكد أحد الصيادلة بشارع ديدوش مراد أن القانون لا يمنع بيع هذه الأدوية بدون وصفة طبية لأنها تدخل في زمرة الفيتامينات. وعادة يلجأ الطالب أو التلميذ لطلب استشارة الصيدلي المناوب ليقدم له النصائح، ولكن الإدمان على تلك الأدوية - يقول المتحدث - من شأنه أن يشكل مضاعفات خطيرة على صحة التلميذ على المدى البعيد. زيادة على الفيتامينات والمنشطات التي تباع في الصيدليات، انضمت مؤخرا الأعشاب الطبية إلى قائمة مقتنيات التلاميذ وأوليائهم، في سياق البحث عن وسيلة لجلب النجاح وإحراز نتائج جيدة في الامتحانات، حيث صارت محلات بيع الأعشاب قبلة أخرى للتلاميذ وأوليائهم، بعد أن انتشرت بين التلاميذ وصفات يقال إنها تساعد التلميذ على تقوية الذاكرة واستيعاب المعلومات، مثل الزنجبيل والعسل والحبة السوداء وإكليل الجبل.. ووصفات معدة من خليط النعناع بالحبة السوداء. كما انتشر في محلات الأعشاب نوع من الزيت يقال له “زيت الذاكرة”، يقول العشابون إنه فعال في تنشيط الذاكرة وخليط المكسرات بالعسل. وتختلف أسعار هذه المستحضرات باختلاف الخلطات التي تدخل في صنعها، والغريب أن مصدر تنقلها وشهرة سمعتها في أوساط التلاميذ وأوليائهم هي “التجربة”، كما يؤكد عدد من التلاميذ، حيث تقول إحدى تلميذات ثانوية عمارة رشيد ببن عكنون، أن زميلاتها بالثانوية أخبرنها أن الزنجبيل بالعسل له مفعول قوي جدا على تنشيط الذاكرة، وقد جربته عدد من صديقاتها لذا فهي تقبل عليه. وتضيف المتحدثة أنها لا تخاف من هذه الخلطات لأن مكوناتها طبيعية ولا تدخل أي مستحضرات كيميائية في صناعتها، وبالتالي فهي لا يخشى من أي مضاعفات عليها، كما أن الطب النبوي معروف في هذا الإطار. البروفيسور بقاط: أعشاب الذاكرة كذبة كبيرة والإفراط في الفيتامينات مضر بالصحة حذر البروفسور بقاط، رئيس عمادة الأطباء، من الإفراط في تناول الفيتامينات لأنها قد تشكل خطرا على المدى الطويل في حالة الإدمان عليها، وقال بقاط إن الصيدلي الذي يبيع هذا النوع من الأدوية بإمكانه أن يقدم نصائحه في هذا المجال، لأن بيع الفيتامينات بدون وصفة لا يمثل خرقا للقانون، وفي الولاياتالمتحدة مثلا تباع في المحلات التجارية، لكنها في المقابل لا تشكل أي تأثير على تقوية الذاكرة ولا تعدو أن يكون لها دافع بسيكولوجي فقط على من يتعاطاها. من جهة أخرى، حذر بقاط من الإقبال على ما صار يعرف بأعشاب الذاكرة التي يتم الترويج لها عند بائعي الأعشاب، مؤكدا أن تأثير هذه الخلطات جد محدود على الذاكرة إذا كان نوع الأعشاب معروفا، أما في حالة إذا كانت الخلطات مجهولة فإنها قد تشكل خطرا حقيقيا على متعاطيها، خاصة بالنسبة لطلبة البكالوريا والثانويات الذين هم مراهقون في أوج مرحلة النمو، وقد يكون لهذه الخلطات عواقب وخيمة في حالة الإفراط في تناولها.