"بيون3"ينافس"جوفامين"و الفيتامين "سي" و خلطات العسل و الأعشاب على موائد الطلبة تزدهر تجارة المكملات الغذائية و الفيتامينات و الأدوية المقوية و المنشطة إلى جانب بعض خلطات العسل و الأعشاب الطبية و أنواع المنقوعات في سوق يزداد تنوعا و اتساعا هذه الأيام الساخنة التي تسبق تنظيم امتحان البكالوريا و يشكل "بيون3 "آخر صيحة في موضة المكملات الغذائية التي تحظى بإقبال لا يضاهى من طرف الكثير من الأولياء الذين يعتبرونه بمثابة تأشيرة نجاح و تفوق أبنائهم في هذا الامتحان المحاط بهالة من المخاوف و الطقوس . العديد من الصيدليات بقسنطينة تعلق أفيشات للترويج ل"بيون3" لأنه من المكملات الغذائية الجديدة التي ظهرت هذا الموسم،و لم يتردد صيدلي بحي20 أوت في تمجيد فوائده في تنشيط الذاكرة و ضمان سرعة استيعاب الدروس و المحافظة على الصحة و الحيوية عندما سألناه عنه، و أضاف بأن مئات الأولياء يتهافتون على اقتنائه منذ شهور خاصة و أنه يوجد نوعان منه الأول للأطفال و الثاني للكبار البالغين و لأقراصه ال30 في كل علبة مذاق مقبول و يمكن امتصاصه بسهولة .و يتكون من 12 فيتامين و نوعين من الأملاح المعدنية و 3 مواد عضوية مجهرية حية (PROBIOTIQUES)و يؤكد صيدلي آخر بوسط المدينة بأن كل الكميات التي يحضرها تنفذ بسرعة إذ يبيع منذ شهر أفريل إلى غاية اليوم 30 علبة يوميا في المتوسط .و الغالبية العظمى من الزبائن أمهات لطلبة مقبلين على اجتياز البكالوريا سمعن جاراتهن و قريباتهن يتحدثن عن فوائده في "نقش"المعلومات في الذاكرة أثناء المراجعة و لم تفكر أية واحدة في استشارة طبيب.و اعترف طالب بأنه يتظاهر باستهلاك تلك الأقراص إرضاء لأمه التي تؤمن بأنها الطريق إلى النجاح لكنه يلقي بها في القمامة لأنه يعتقد بأنها تتسبب له في الأرق و يفضل تناول عصير البرتقال ليشعر بالنشاط و الحيوية .و بالمقابل تقلص بشكل ملحوظ الاقبال على أقراص "جوفامين" الخاصة بتنشيط الذاكرة و فيتامين "سي "و شراب "ألفيتيل"و غيرها من المكملات الغذائية و الفيتامينات و المواد المقوية و المنشطة الكيميائية حسب العديد من الصيادلة الذين يروجون بالكلام و الأفيشات لتجارة "بيون3".فمثل هذه التجارة التي لا تتطلب احضار وصفات طبية أو الخضوع لرقابة متخصصة تحقق لهم كل موسم أعلى المبيعات و الأرباح استنادا لرئيس أخلاقيات مهنة الصيادلة الدكتور كمال بغلول الذي يتأسف لرواج كميات لا تعد و لتحصى من المكملات الغذائية و الخلطات و الأعشاب التي يمكن العثور عليها في المحلات التجارية إلى جانب العقاقير أو مستحضرات التجميل لأنها لا تخضع للرقابة و التحليل المخبري المتخصص و يمكن أن تضر بصحة فلذات الأكباد نظرا لأعراضها و تأثيراتها الجانبية. و يدعو الأولياء إلى تقديم أغذية متوازنة و عصائر مليئة بالفيتامينات و المقويات الطبيعية، دون الاخلال بميزانية الأسرة بدل تشجيع تجارة هذه المواد و أغلبها مريبة أو ضارة كما أجمع الأطباء الذين تحدثنا إليهم بأنهم ضد هذه الممارسات و لو وجدوا بأن الطلبة الذين يقومون بفحصهم بحاجة إلى أدوية معينة لكتبوها لهم في وصفات طبية.و دعوا الأولياء بدورهم إلى توفير وجبات متوازنة تحتوي على مختلف الخضر و الفواكه و تشجيعهم و دعمهم نفسيا و الحرص على مساعدتهم على تنظيم برانامج المذاكرة لتخصيص الوقت الكافي للنوم و ممارسة بعض التمارين الرياضية و الراحة و الترفيه .و يشاطرهم الرأي الأخصائيون النفسانيون الذين تحدثنا إليهم .و قد شددت النفسانية سعدي من وحدة المساعدة النفسية بمستشفى بن باديس على دور الأمهات في تخفيف الضغوط التي يشعر بها فلذات الأكباد بالحوار الهادف و الهادئ و الاهتمام بتنويع و تزيين وجباتهم الغذائية مهما كانت دون التركيز على المأكولات الغذائية الغالية. "يمكنهن أن يخترن أوان ملونة و جميلة و صينية أنيقة لتقديم قطع كسرة ساخنة أو كيك لذيذ أو بسكويت مع كوب من الحليب محلى بالشوكولاطة و كوب عصير برتقال طازج أثناء المذاكرة بطريقة لطيفة مليئة بالحب و الحنان أفضل من كل المكملات و الفيتامينات لرفع المعنويات و إثارة الحماس و النشاط و الحيوية".أضافت النفسانية .و تنصح النفسانية نجوى شبايكي من دار الشباب الصديق عثامنة بتجنب المنبهات و المنشطات و تعويضها بشراب النعناع المنعش و المهدىء للأعصاب .في حين لا تزال بعض الأمهات يفضلن اقتناء منقوعات تباع في محلات لبيع مستحضرات التجميل و الأعشاب التي توصف بالطبية أو خلطات بالعسل و الأعشاب يتم تحضيرها دون احترام أية معايير صحية و بالطبع هي خارج إطار الرقابة .