أجمع المشاركون في الأيام الوطنية السادسة للنظافة بالاوساط الاستشفائية ومكافحة البكتيريا، أول أمس، على أن البكتيريا منتشرة بكثرة في المصالح الجراحية أكثر من غيرها. في هذا الإطار، أوضح الأستاذ سالم حواسين، مختص في التخدير والإنعاش بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لمين دباغين بالعاصمة، أن عوامل الإصابة بهذه البكتيريا في المصالح الاستشفائية ترجع إلى عدم نظافة اليدين والعتاد الطبي والمحيط من جهة، ومن جهة أخرى حالة المريض من حيث سوء التغذية ومدة العملية الجراحية، مشيرا إلى أن المريض الذي يخضع لعملية جراحية تتجاوز مدتها الساعتين من الزمن يكون أكثر عرضة إلى الاصابة بالامراض المنتشرة بالأوساط الاستشفائية، مؤكدا أن الإصابة بهذه الأمراض يكون أقل حدة في الحالات التي تجرى فيها العلميات الجراحية بالمنظار. وفي سياق متصل، قال المتحدث إن استعمال القفازات الرديئة خلال العمليات الجراحية من شأنه أن يساهم في تسرب الجراثيم والبكتيريا إلى جسم المريض الذي يخضع للعملية الجراحية،وذلك نتيجة تمزق القفازات خلال العملية الجراحية نتيجة خلل في التصنيع. من جهة أخرى، الاستاذ محمد صالح حراوبية، مختص في التخدير والإنعاش بمصلحة أمراض الأذن والانف والحنجرة بمستشفى بني مسوس، عرض دراسة تتعلق بانتشار هذه الأمراض شملت أكثر من 1000 مريض، 600 منهم خضعوا لعميات جراحية بين 2008 و2010. وصنفت الدراسة المرضى الذين خضعوا لهذه العمليات الجراحية حسب استعداداتهم إلى الاصابة من حيث الأمراض المصابين بها أوالعملية الجراحة التي خضعوا لها. وأثبتت الدراسة أن المرضى أصيبوا بالامراض المنتشرة بالأوساط الاستشفائية، بعد إجراء العملية الجراحية، مؤكدا أن احترام قواعد النظافة ساهم في تخفيض نسبة هذه الامراض من 4.4 بالمائة خلال السنة الاولى للدراسة (2008) إلى 3. 2 بالمائة خلال سنة 2010. للاشارة فإن الجزائر وقعت مع المنظمة العالمية للصحة يوم 5 ماي على ميثاق برنامج ”سلامة المرضى - تحدي عالمي”، يقضي بالتصدي للعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية. وقد صنفت المنظمة العالمية للصحة الامراض المنتشرة بالأوساط الاستشفائية وتلك المرتبطة بنظافة اليدين ضمن ”الأمراض الخطيرة”، كونها لا تقل خطورة عن الملاريا والسل والسيدا. حيث تتسب هذه الأمراض، حسب المنظمة الأممية، في وفاة 5 بالمائة من المصابين بها في العالم كل سنة.