احتجت قبل أيام وبشكل عاجل إلى قاموس فرنسي - عربي يكون كتلك المعاجم القديمة التي كبرنا عليها بحيث لم يتمكن قوقل من كسر عاداتي القديمة في تصفح هادئ وبحث دقيق عن معاني الكلمات كل معنى جديد لكلمة كنت أجهلها كنت أشعر به وجها أدمي أنحته ثم أدخله إلى الذاكرة. قواميس بيروت وبالخصوص المنجد صاحب الغلاف الأخضر القماشي هو العالق دوما بالذاكرة ولكم أن تتخيلوا الأثمان الباهظة التي صارت تباع بها الطبعات الأخيرة والتي لا تشبه على الإطلاق ألفتنا الجميلة مع الصور الموجودة في الصفحات الأخيرة. لم أجد من حل سوى أنني ذهبت إلى ساحة البريد المركزي حيث تباع الكتب القديمة وبحثت عن قاموس فرنسي -عربي لم أتعب كثيرا في اقتناء ضالتي كان قاموسا جيدا وفي حالة جيدة هو جديد نوعا ما ولكن الكامل الوسيط قد يفي بالغرض على الأقل اشتريته بنصف ثمنه الموجود في المكتبات فرحت كثيرا به وهو الذي أعادني إلى أيام جميلة وهو أيضا الذي أكد لي أن معاني الكلمات عندما تخرج من ڤوڤل لا تصير وجوها بل تضيع في الهواء ولا يحملها القلب ولا العقل. مرت أيام وأنا أثابر في عملي أترجم النصوص التي أحتاجها بمساعدة قاموس البريد المركزي إلى غاية اللحظة التي وقعت فيها على ختم المكتبة الوطنية في الصفحة 717 ذلك الختم الصغير الأزرق الذي أعرفه جيدا أخرجت بطاقة المكتبة وقارنت الختم.. نعم المكتبة الوطنية. تملكني وجع شديد وتوقفت عن العمل من الذي سرق هذا القاموس من المكتبة وباعه إلى تاجر كتب قديمة بساحة البريد المركزي..؟؟ تخيلت سيناريوهات.. ربما هو طالب وربما عامل وربما حارس أمن.. توقفت كثيرا عند هذا الأخير.. حارس أمن بائع قواميس وربما قامة أطول.. الله أعلم.