تعرف القرى البعيدة لبلدية الرقيبة، بولاية الوادي، وضعا تنمويا قاسيا يتجلى للعيان مع بداية دخول كل موسم حرارة، بسبب كثرة احتياجات سكانها الذين يفتقرون لمتطلبات العيش الكريم. ومن بين النقائص التي تؤرق السكان، محدودية خدمات قطاع الصحة وأيضا النقص الكبير والفادح في الشبكات الكهربائية التي لم تراع التوسع العمراني بقرى البلدية وشملت فقط الشبكات القديمة، في حين يجد سكان القرى صعوبات كبيرة في الإيصال بشبكة الكهرباء. ومن بين المناطق الشاهدة على نقائص التنمية ببلدية الرقيبة، قرية الذهيبة، وهي واحدة من القرى التي يكابد سكانها يوميا في قفار منسية من أجل البقاء. قرية الذهيبة التي تقع بنحو 12 كلم في الصحراء انطلاقا من مقر البلدية يقطنها حوالي 200 ساكن، تتميز بطابعها الفلاحي والرعوي، ويعتمد سكانها على تربية المواشي وزراعة التمور والفلاحة البيضاء كمصدر رزقهم الوحيد، أين يستقبل الزائر لها بحفاوة وكرم أهلها وجودهم الذي لا يوصف. لكن في المقابل ترى في أعين شبابها نظرات البؤس والحرمان بسبب المشاكل التي يتخبطون فيها منذ سنوات طوال دون التفات الجهات المعنية بسبب افتقار منطقتهم لأي مرفق ترفيهي يتوجهون إليه، حيث يشتكي سكان القرية من الوضع الصعب لوحدة العلاج التي لم تشغّل لحد اليوم، ما جعل السكان يعبرون في أكثر من موضع عن غضبهم وتذمرهم الكبيرين جراء بقاء هذا المرفق الصحي مغلقا منذ سنوات رغم الحاجة الملحة له، لاسيما أن فصل الصيف على الأبواب، وهو الفصل المعروف بالانتشار الكبير لحشرة العقرب التي تعرف بالمنطقة بلسعاتها المميتة في أغلب الأحيان، وهو ما يضطر السكان للتنقل لمركز البلدية للعلاج وتحمل عناء السفر، ما جعل السكان يطالبون السلطات المعنية بضرورة فتح الوحدة في أقرب الآجال وتزويدها ولو بممرض مناوب على أقل ثلاثة أيام بالأسبوع، خاصة أن هذا المرفق قد تعرض للعديد من التشققات جراء العوامل الطبيعية. كما يجد الأهالي أنفسهم أمام مشكل عويص يتعلق بضعف الكهرباء وصغر الشبكة الكهربائية التي لم توسع منذ سنة2001، وفيها أوضح السكان أن الشبكة القديمة لم تعد تفي بالغرض لعدة أسباب منها اعتمادهم على الفلاحة كمصدر أول لرزقهم وزراعة أكبر عدد ممكن من المنتجات، الأمر الذي يتطلب مضاعفة قوة التيار الكهربائي. في الشق الآخر دفعت الوضعية المتردية والحياة البائسة للقرية بالكثير من الشباب للوقوع فريسة للآفات الاجتماعية والولوج إلى عالم ينسيهم الواقع المر الذي يتخبطون فيه. وذكر بعض الشبان أن قريتهم تفتقر لاماكن ترفيهية أو رياضية أو ثقافية تمتص شحناتهم ويستغلونها في قضاء أوقات فراغهم، متسائلين عن سبب تهميش قريتهم دون القرى الأخرى التي تتوفر على دار شباب أو أي مرفق من هذا القبيل، وبالمقابل تذمر الفتيات من هذا الوضع حيث أصبحن حبيسات المنازل. وأمام تكاثر وتنامي هذه المشاكل وزيادتها من يوم لآخر، جدد سكان قرية الذهيبة مطلبهم للسلطات المحلية وكذا الولائية مطلبهم للتدخل العاجل قصد النظر في معاناتهم اليومية، آملين أن تسعى هذه السلطات لمنحهم مشاريع تنموية جديدة لعلها تنعش الحياة بهذه القفار المنسية في عمق صحراء وادي سوف.