تحرك المجتمع الدولي عقب فوز التيار المعتدل في الانتخابات الإيرانية وتوالت ردود الأفعال بين مؤيد لفوز الرئيس الجديد حسن روحاني وبين مشكك في قدرته على تغيير السياسة الخارجية الإيرانية، خاصة ما يتعلق بالملف النووي الذي يشكل حجر العثرة في العلاقات الدولية مع طهران، حيث فرض على البلاد الكثير من الأزمات الاقتصادية في الآونة الأخيرة. بادرت الولاياتالمتحدةالأمريكية الى إبداء استعدادها لإجراء مفاوضات مباشرة مع طهران حول ملفها النووي، داعية رئيس البلاد الجديد الى الالتزام بتعهداته، وأعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن أمله بأن يلتزم حسن روحاني بتصريحاته وأن يساهم في إعادة الحريات المدنية للبلاد، وجدد كيري في بيان صدر أمس اتهام البيت الأبيض للسلطات الإيرانية بمحاولة الحد من حرية الرأي والاجتماعات في مرحلة الحملة الانتخابية، مشيرا الى قلق واشنطن من غياب الشفافية في العملية الانتخابية الأخيرة ومحاولات فرض الرقابة على وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت، أما البيت الأبيض الذي سبق له أن أصدر بيانا مماثلا فأعرب عن استعداده للتعاون مع إيران لتسوية القضية النووية، حيث أشار المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إلى أن الولاياتالمتحدة مستعدة كما كانت في الماضي للتعاون المباشر مع الحكومة الإيرانية بغية التوصل إلى تسوية دبلوماسية لتبديد قلق الأسرة الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وهو التعاون الذي دافعت عنه موسكو التي أكدت استعدادها لتطوير التعاون مع طهران وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية التهنئة التي بعث بها إلى الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، عن ثقته بأن يساعد تولي روحاني لزمام إيران في تعزيز العلاقات بين موسكووطهران. مشددا على ضرورة المضي قدما في تطوير التعاون بين الجانبين في شتى المجالات وعلى رأسها ضمان الأمن الإقليمي والاستقرار الدولي، وأيدت فرنسا الخطوة الروسية وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن توقعات المجتمع الدولي بشأن إيران قوية لا سيما بشأن برنامجها النووي، وأكد فابيوس استعداد بلاده للعمل مع الرئيس الجديد. من جانبها إسرائيل التي ترى في البرنامج النووي الإيراني تهديدا لأمنها طالبت من المجتمع الدولي ممارسة الضغط على طهران، كما لم تستبعد إسرائيل لدى ذلك إمكانية اتخاذ خطوات مستقلة للحيلولة دون امتلاك إيران السلاح النووي، حيث دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسرة الدولية إلى عدم تخفيف الضغوط الممارسة على إيران حتى بعد فوز السياسي المعتدل حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية، وأكد خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية يأمس أن المرشد الأعلى الإيراني آية على خامنئي هو المخول الوحيد بتحديد سياسة إيران المتعلقة بالمجال النووي. يذكر أن المرشح المعتدل حسن روحاني فاز بكرسي الرئاسة في إيران وحصل على 18.6 مليون من صوت من مجموع الناخبين الذين توجهوا الى صناديق الاقتراع نهاية الأسبوع الماضي أي من مجموع 36 مليونا و704 آلاف و156 ممن يحق لهم التصويت وبلغت نسبة فوزه ال 51 % من النسبة الإجمالية للمشاركة المقدرة ب 72.7%، فيما حصل منافسوه على نسب متفاوتة إذ حصد المرشح محمد باقر قاليباف على 6 ملايين و77 ألفا و292 صوتا، يليه سعيد جليلي ب 4 ملايين و162 ألفا و946 صوتا. فيما صوّت لصالح محسن رضائي 3 ملايين و 884 ألفا و412 أصوات. وجاء في المرتبة الرابعة علي اكبر ولايتي ب مليونين و 298 ألفا و753 صوتا، أما سيد محمد غرضي فقد احتل المرتبة الخامسة بحصوله على 446 ألفا و15 صوتا.