حسم المرشح المدعوم من الإصلاحيين، حسن روحاني، السباق الانتخابي في إيران من الجولة الأولى، وحصد وفقا للأرقام التي أعلنها وزير الداخلية مصطفى محمد نجار، مساء أمس، أكثر من 18 مليون صوت في الانتخابات التي أجريت أول أمس. وكشف وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الإيراني، مساء أمس، بأن روحاني حصل على أكثر من 18 مليون وستمائة ألف صوت، من أصل 36 مليون و704 ألف و156 ناخب شاركوا في الانتخابات، أي أكثر من 50 بالمائة من أصوات الناخبين. وتقدم روحاني على منافسه رئيس بلدية طهران، محمد باقر قاليباف، الذي حصل على 6.7 ملايين صوت، وكبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي الذي حصل على 4.1 ملايين صوت، في حين نال القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي ثقة 3.8 ملايين ناخب. ووفقا للأرقام التي قدمها وزير الداخلية الإيراني، بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 72.7 بالمائة، وذلك عقب توافد أكثر من 35 مليون ناخب على مكاتب التصويت. وعقب الإعلان الرسمي مباشرة، تجمع عشرات الآلاف من أنصار روحاني الذي سيتولى المهام في شهر أوت القادم، خارج مكتب حملته الانتخابية للاحتفال بفوزه، مرددين “روحاني، اعتن بالبلاد” و«وداعا وداعا أحمدي”، في إشارة إلى الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد. وروحاني، البالغ من العمر 64 عاما، هو أحد كبار المفاوضين النوويين السابقين وتعهد بالسعي للتوصل إلى حل دبلوماسي في النزاع الذي وصل إلى طريق مسدود بشأن البرامج النووية الإيرانية المثيرة للجدل بإجراء محادثات مباشرة مع العدو اللدود الولاياتالمتحدة. وفي أول رد فعل على انتخاب روحاني، أعلنت فرنسا استعدادها للتعاون معه، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن “فرنسا مستعدة للعمل مع روحاني، وخصوصا حول الملف النووي وانخراط إيران في سورية”. وأوضح فابيوس في بيان له، أن “توقعات المجتمع الدولي من إيران قوية، خصوصاً بشأن برنامجها النووي وانخراطها في سورية، ونحن على استعداد للعمل على ذلك مع الرئيس الجديد”، مشيداً ب«تطلع الشعب الإيراني إلى الديمقراطية”. كما دعت بريطانيا الرئيس الإيراني المنتخب، “الشيخ حسن روحاني”، إلى “وضع إيران على سكة جديدة”، وقالت الخارجية البريطانية في بيان لها “أخذنا علماً بفوز (الشيخ) حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وندعوه إلى وضع إيران على سكة جديدة من أجل المستقبل”، عبر التركيز على ما اعتبرته “قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الإيراني وعبر الدفع باتجاه علاقة بنّاءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي ووضع حقوق الإنسان”، وفق بيان الخارجية البريطانية. من جهته، رحب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، ب«انتخاب رجل الدين المعتدل حسن روحاني رئيساً جديداً لإيران”، وكتب خامنئي على موقعه الرسمي، “أهنئ الشعب والرئيس المنتخب”، مؤكداً أنه “على الجميع مساعدة الرئيس الجديد وحكومته”. كما دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض، حسن روحاني في بيان له إلى “إصلاح موقف بلاده، التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد”، مؤكداً أنه “يجد من واجبه أن يدعو الرئيس الإيراني الجديد إلى تدارك الأخطاء، التي وقعت فيها القيادة الإيرانية، ويؤكد الأهمية القصوى لإصلاح الموقف الإيراني، من النزاع المستمر في سورية”. من جهته، وصف الرئيس السابق رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، هاشمي رفسنجاني، الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي انتهت بإعلان فوز حسن روحاني بأنها “الأكثر ديمقراطية” على مستوى العالم. ونقلت قناة (برس تي في) الإخبارية الإيرانية عن رفسنجاني قوله “إن بلادنا أقامت أكثر الانتخابات ديمقراطية في العالم، وهي الحقيقة التي لن يستطيع أحد التشكيك بها”. وأشاد رفسنجاني بالإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع، مبرزا أن “الإيرانيين أظهروا خلال تلك الانتخابات عدم تأثرهم بالدعاية السلبية من قبل الخارج، وأكدوا التزامهم بواجبهم من خلال فهمهم العميق لما يحاك ضد بلادهم من مؤامرات”.