أكدت مصادر مطلعة ل”الفجر” في بروكسل، أن الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب الوضع في الجزائر منذ مرض الرئيس بوتفليقة، ودخوله مستشفى فال دو غراس العسكري في باريس، وأشارت إلى أن المتابعة تتم عبر لجنة أوروبية متخصصة في مراقبة تطورات الوضع في الجزائر، بالإضافة إلى ما يقدمه مكتب الاتحاد الأوروبي المعتمد في العاصمة الجزائر، من تقارير يومية حول تطورات الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. متابعة الأحداث والتطورات السياسية في الجزائر، يصنف من النشاطات الهامة التي تقوم بها المصالح الأوروبية، نظرا لعدة معطيات، من بينها ارتباط الجزائر باتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبرها من الدول المحورية في مجال التعاون الاقتصادي وكذا الأمني، فالجزائر من دول جنوب المتوسط الفاعلة في الساحة السياسية والأمنية الإقليمية والعالمية، وعليه فالتطورات التي تحدث بها، تهم إلى درجة كبيرة أصحاب القرار السياسي في بروكسل. الاتحاد الأوروبي يراقب تطورات الوضع السياسي الداخلي للجزائر، دون أن يصدر تعليقات حول صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي يعتبره شأنا داخليا لا مجال للخوض فيه، كما يحدث أيضا مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي ترفض المؤسسات الأوروبية التعليق عليها، فلجنة المراقبة هي الأعين الساهرة على إمداد أصحاب القرار الأوروبيين بتقارير تفيدهم في عملية اتخاذ القرار عندما يحين الأمر لذلك، وتصور العكس هو الأمر غير العادي نظرا لأهمية الجزائر وموقعها الاستراتيجي ودورها الإقليمي. التتبع الأوروبي من المؤكد أنه يعتمد أيضا على ما تقدمه فرنسا من معلومات حول الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الموجود في باريس، وهذا بالنظر إلى آليات عمل المؤسسات الأوروبية وقطاعها الدبلوماسي الذي يعتمد على مساهمة الدول الأعضاء كفرنسا، لتوضيح رؤية قادتها كما تعمد أيضا على ما تقدمه دول أخرى عبر قنواتها الدبلوماسية.