يحتفظ الشارع المصري بذات المشاهد خلال شهر رمضان والتي لا تخرج عن مظاهر الاعتصام والاحتجاجات من الجانبين، حيث تتواصل دعوات الإخوان للتظاهر والمضي قُدما في دعمها للرئيس المخلوع، فيما تؤيد المعارضة الانقلاب العسكري وتستمر في مباركة الخطوة التي أقدم عليها الجيش، في الوقت الذي تحاول المؤسسة العسكرية بسط نفوذها والسيطرة على أوضاع الشارع تفاديا لوقوع مواجهات بين الطرفين اللذين قسما المجتمع المصري إلى فصيلين متناحرين، كما شرع الجيش في حملة تمشيط واسعة بسيناء. بعد جمعة حاشدة لمناصري ومعارضي الرئيس المعزول تتمسك جماعة الإخوان بالشارع وتصّر على مواصلة الحركة الاحتجاجية المطالبة بعودة محمد مرسي إلى سدة الحكم ودعا عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين إلى تجمعات حاشدة عبر مختلف أنحاء البلاد تأييدا للحملة التي تتبناها الجماعة والرامية إلى التأثير على الرأي العام العالمي والضغط على السلطات من أجل العودة إلى الشرعية والديمقراطية التي تتهم الجماعة العسكر بخيانتها وقد جاءت دعوة العريان عقب احتجاجات سلمية لعشرات الآلاف من مؤيدي الرئيس محمد مرسي المطالبين بعودته بعد أن عزله الجيش في الثالث من الشهر الجاري وشدد العريان خلال دعوته على ضرورة حشد جماهيري أكبر في كل ميادين مصر ضد الانقلاب العسكري، مشيرا إلى أن مصر يجب أن تقرر عبر صناديق الانتخابات وعن طريق المظاهرات والحشود الجماهيرية ومن خلال الاعتصامات السلمية، التي بإمكانها إنهاء ما تفرضه قرارات مجموعة نخبوية أو مؤسسة عسكرية على الشعب، كما يواصل الجيش تحذيره للمتظاهرين من خطورة المساس بالمنشآت الحساسة في البلاد أو على الاقتراب من المؤسسات العسكرية، ويحثّ أنصار الرئيس المخلوع على الالتزام بسلمية التظاهر، وتجنب تكرار أحداث الحرس الجمهوري التي أودت بحياة أزيد من 50 قتيلا وجرح ما يفوق 300 شخص. إلى ذلك كشفت مصادر عسكرية مصرية أن القوات المسلحة بدأت عملية كبيرة لضرب معاقل المسلحين في سيناء، وعلى وجه الخصوص مناطق جبل الحلال والشيخ زويد ورفح وجبال وسط سيناء، مستعينة بمروحيات الأباتشي، وطائرات أف 16 وسلاح المدفعية، كما تم الاستعانة بقوات من فرق الصاعقة المتخصصة في مكافحة الإرهاب والقوات المظلية وتأتي هذه الحملة بعد سلسلة الهجمات التي تعرضت لها المنطقة من قبل مسلحين يرجح انتماؤهم إلى الجماعات الإسلامية المتشددة، والتي استهدفت مراكز الأمن والشرطة بسيناء، ما دفع الجيش إلى عمليات إغلاق متكررة لمعبر رفح أمام العابرين له وبعد غلقه يوم أمس عادت السلطات المصرية لتستأنف العمل في المنفذ البري الحدودي مع قطاع غزة نهار أمس لساعات محددة في الاتجاهين.