حماس الفلسطينية تدعو للجهاد في مصر، حسب وثيقة موقعة من قبل كتائب القسام في غزة، تداولتها المواقع الإخبارية والاجتماعية. الوثيقة التي تحمل عنوان ”بلاغ ودعوة للتغيير العام” تحث مناضلي التنظيم على الاستعداد والتعبئة الشاملة في انتظار الساعة الصفر، وفق ما تمليه - تقول الوثيقة - المسؤولية الملقاة على عاتقهم لتحقيق حلم الشعوب الإسلامية وإقامة دولة الخلافة الإسلامية ونظرا لما يجري لمن سمتهم الوثيقة إخوانهم وقادتهم المجاهدين ومرشد وأعضاء جماعة الإخوان في مصر. قد يكون بلاغ حماس هذا استجابة لنداء مرشد الإخوان بديع، الذي قال إنه على إخوان مصر تشكيل الجيش الحر في مصر، ودعا إلى الجهاد لإعادة الرئيس المعزول. ويتزامن هذا الإعلان مع اجتماع للتنظيم الدولي للإخوان المنعقد أول أمس في اسطنبول، والذي كشفت قناة سكاي نيوز عربية، عن وثيقة مسربة عنه، دعت إلى حملات لتشويه معارضي مرسي إعلاميا، والعمل على شق الصف داخل المؤسسة العسكرية المصرية. وهو الاجتماع التي قالت القناة المذكورة أنه حضره الغنوشي عن تونس وممثلين عن حركة حماس. والمفارقة أن الغنوشي والأمين العام للتنظيم إبراهيم منير المتواجدين الآن في تركيا كذبا المشاركة في اللقاء، فهل هذا راجع إلى اتخاذ اللقاء لقرارات مشبوهة كتلك التي دعا إليها بلاغ حماس الفلسطينية وهل هناك ساعة صفر متفق عليها من قبل جماعة الإخوان تعلن فيها الجهاد في مصر، وإدخال البلاد في نفق مظلم ما صدق المصريون أنهم خرجوا منه بإسقاط نظام مبارك؟! فماذا يخفي التنظيم يا ترى، وإن كان دعوة إلى الجهاد، مثلما دعا المرشد بديع، فما دور حمس الجزائر في هذه القضية؟ وهل ستكون شريكا في الجهاد، خاصة وأن أحد مناضلي الحركة في صفحته على الفايس بوك دعا إلى الجهاد في مصر؟.. أسئلة لابد من طرحها والتحقق من أمرها قبل فوات الأوان. لكن ألم يبق أمام حماس الفلسطينية التي قسمت فلسطين إلى قضيتين منفصلتين، قضية فلسطين في الضفة، وقضية غزة في القطاع، قضية وقفت حجر عثرة في طريق بناء الدولة التي حلم بها عرفات وملايين الفلسطينيين من الشتات؟! حماس بهذا البلاغ تؤكد مرة أخرى أن تحرير فلسطين ليس من أولوياتها، بل أولوياتها هي المشروع العالمي العابر للقارات الذي يناضل التنظيم الإخواني من أجله، وهو بناء دولة الخلافة الإسلامية، فاستقلال فلسطين حسبها لا يكون إلا من خلال فرض دولة الخلافة الإسلامية. فلماذا إذن كانت تطلق من حين إلى آخر صواريخها على إسرائيل، صواريخ لا تقتل أحدا بقدر ما تعطي مبررا لإسرائيل للإغارة على الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة بين مجانين حماس والعدو الإسرائيلي. هذا البلاغ يفسر ما يحدث في سيناء وفي العريش من اعتداءات على الجيش المصري. فقد يكون لحماس يد في هذه الجرائم!؟