يعاني سكان قرية بوزيزي، ببلدية سرايدي في عنابة، من مشاكل عديدة بحكم العزلة المضروبة عليهم، إلى جانب انعدام أدنى شروط الحياة، الأمر الذي حول هذه القرية إلى مجمع سكاني شبه مهجور،لا تصلح فيه الحياة رغم الإمكانيات الطبيعية الهائلة والطاقات الاستثمارية التي تتوفر عليها، خاصة في مجال الفلاحة التي تبقى في نقطة الصفر. تبعد قرية بوزيزي بحوالي 20 كلم عن عاصمة الولاية وتتربع على مساحة تقدر بحوالي 1560 هكتار، تقطنها حوالي 40 عائلة، إذ تتميز شبكة الطرقات بها بوعورتها وعدم صلاحيتها بسبب تواجد التجمعات السكانية المتفرقة على سفوح الجبال والمرتفعات أغلبها عبارة عن مجرد مسالك جبلية وعرة غير صالحة للاستعمال، لتتعقد وضعيتها أكثر في موسم الشتاء أين تتوحل الممرات الترابية، حيث يصعب على وسائل النقل قطعها. لتبقى الجرارات من بين الوسائل الصالحة لمثل هذه الطرقات وتخلف هذه الوضعية مشاكل عويصة للتلاميذ خلال الموسم الدراسي الذين يتنقلون يوميا إلى مدارسهم متأخرين، خاصة مع رفض أصحاب سيارات ”الفرود” استعمال مثل هذه المسالك. ويعاني سكان قرية بوزيزي الأمرين خاصة في مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء والشبكة الهاتفية، والتي تحرم المواطنين من الاتصال بذويهم، إلى جانب هذا يعاني سكان القرية من انعدام فرع إداري خاص باستخراج الوثائق المدنية مما يجبرهم التنقل إلى سرايدي مركز أو بلدية عنابة. ويعتمد سكان هذا الدوار على النشاط الفلاحي بالدرجة الأولى، وتأتي زراعة الثمار الموسمية في مقدمة المزروعات. كما توجد بها غطاء نباتي هام، ما يتطلب توفير آبار مائية. ورغم مجهودات مسؤولي البلدية في هذا الإطار، غير أن هذا المشكل يبقى يشكل عائقا في تطوير الفلاحة في هذه المنطقة التي تعتبر منتجة لمختلف المنتوجات بالإضافة إلى الثروة الحيوانية. ويستعمل فلاحو قرية بوزيزي بعض الحواجز المائية و البرك لسقي أراضيهم، والذي تعتبر موردا رئيسيا للنهوض بقطاع الفلاحة وتوفير مناصب إضافية للبطالين بهذه القرية المعزولة عن العالم الخارجي. والغريب في الأمر أن أهالي قرية بوزيزي يعانون العطش الدائم رغم توفرها على ثروة مائية هائلة، تزود القرى المجاورة والتابعة إداريا لبلديات شطايبي وسرايدي وكذلك وادي لعنب. وفي هذا الشأن أكد المنتخبين المحليين، خلال دورة المجلس الولائي الأخيرة، على ضرورة بعث البرامج التنموية الكبرى بقرية بوزيزي منها ربط سكناتها بمياه الشروب. وكذلك بالكهرباء و الغاز الطبيعي، وذلك من أجل استقرار سكان الأرياف، إلى جانب فك العزلة عن العائلات من خلال انجاز الطرقات وتعبيدها، وتبليط الأرصفة وتعميم الإنارة العمومية.