أكد عبد الله زكري، رئيس المركز الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا، ل”الفجر”، أنه تم توجيه دعوة مستعجلة إلى وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، أمس الأربعاء، لمشاركة الجالية المسلمة إفطارها، وتقديم توضيحات حول 8 اعتداءات سجلت ضد المسلمين والمحجبات، منذ بداية شهر جويلية الجاري، فضلا عن انحياز القضاء الفرنسي إلى صف المجرمين، بالبحث عن الأسباب المخففة للجرم. وترمي الوقفة التي يقدم عليها المركز الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا بفرنسا، خلال اللقاء مع وزير الداخلية الفرنسي، إلى وضع حد للاعتداءات العنصرية المتكررة، والبحث عن سبل إعادة الأمور إلى نصابها، مع إلزام وزارة الداخلية باتخاذ اجرءات مشددة ضد المعتدين، سيما وأن الوزير الفرنسي ينتمي لحزب فرانسوا هولاند، الذي كانت مناهضة العنصرية أحد ركائزه الأساسية، ومن بين الأسباب القوية التي دفعت الجالية الجزائرية والمسلمة بصفة عامة، لمنحه ثقة، بدل منافسه اليميني وقتها نيكولا ساركوزي. واستنادا إلى المعلومات التي قدمها، عبد الله زكري، رئيس المركز الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا، ل”الفجر”، فإن توجيه الدعوة لوزير الداخلية الفرنسي، جاء بعد أن تسبب اعتداء أخير، في فقدان امرأة مسلمة لجنينها، وأيضا عدم اقتناع المركز الوطني لمناهضة الإسلاموفوبيا بطريقة تسيير القضايا داخل أروقة العدالة الفرنسية، حيث قدر رئيس المجلس أنه سجل انحياز المدعي العام بمنطقة ”ريمس” لصف المعتدين من خلال البحث عن ظروف مخففة، والقول ”إنهم كانوا في حالة سكر”، للتغطية على الاعتداءات التي قاموا بها في حق مسلمين. وواصل مصدرنا بأنه استنكر بشدة الصمت المطبق الذي التزمته الأحزاب السياسية الفرنسية تجاه الاعتداءات الأخيرة، حيث انتقد عبد الله زكري، في وقت سابق، التغيير المسجل في مواقف أحزاب اليسار من الدفاع عن الجالية المسلمة ومناهضة التمييز العنصري، بمجرد وصولها إلى سدة الحكم، مشيرا إلى أنها أخذت دور أحزاب اليمين. ووصف رئيس المركز الاعتداءات التي مست المسلمين الثمانية بأنها ”دنيئة وغير مقبولة بتاتا”. وتعود تفاصيل القضية الخاصة بالمرأة حسب المصدر ذاته، إلى يوم الجمعة، عندما تم الاعتداء على امرأة محجبة ونزع خمارها وضربها بجسم صلب وحاد، وهي في طريقها نحو حظيرة بمنطقة ريمس. ويعتبر عبد الله زكري أن النيابة العامة بمنطقة ريمس لم تكن مستقلة وحاولت الانحياز من خلال تخفيف الظروف للمجرمين، وأضاف أن حالات مماثلة سجلت على 3 نساء محجبات، إحداها حدثت يوم السبت، وحالتا تهديد ضد أخريين بالموت وبالشتم العنصري، حيث تقدمت النساء الثلاث جميعا بشكاوى مباشرة لدى محافظ الشرطة بمنطقة ريمس. وطالب زكري بضرورة مساهمة الجميع للتصدي لتلك الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين وأفراد الجالية بفرنسا.